الاثنين، 22 يونيو 2009

متحاملون على ال "نيكيفاه"


شهدت احدى المدارس في بلادنا ذاك اليوم حركة غير اعتيادية خاصة في غرف الادارة وغرفة المعلمين ذلك ان مفتش وزارة المعارف الاسرائيلية كان قد أعلم مدير المدرسة دون بلاغ مسبق انه في طريقه لعقد جولة تفتيش مفاجئة لصفوف الابتدائية.

مفتشو وزارة المعارف والعرب منهم تحديدا – كما تعلمون جيدا – هم كائنات خرافية تملك مفاتيح سعادة وتعاسة الكثيرين والكثيرات ممن يحلمون في وظيفة معلم/ة ثابتة تسمح لهن/لهم بالاستقرار والعيش بكرامة في المجتمع الفلسطيني داخل اسرائيل الذي يعاني من اعلى نسب البطالة والفقر في البلاد, ذلك ان الحصول على الوظيفة مشروط بموافقة وزارة التعليم الاسرائيلية, والحصول على موافقة الوزارة مشروط بموافقة الجهات الامنية, والحصول على موافقة الوزارة والجهات الامنية منوط (حلوة هاي منوط, عجبتني) بالحصول على موافقة المفتشين وتدخلهم لمصلحة المرشح/ة, والحصول على ود المفتشين منوط ب....الحاصول ان هناك محصول كامل من المرشحات والمرشحين منوط برضا المفتشين مما منح الاخيرين مركزا اجتماعيا فائق الاهمية وجعل كافة الاسر تطلب ودهم.

لهذه الاسباب كانت زيارة المفتش المفاجئة للمدرسة حدثا جللا وكان لا بد من اتخاذ الاجراءات الفورية لاظهار المدرسة, مديرها وطاقم معلميها بصورة حسنة ولائقة. بناء عليه استدعى المدير مدرسي المرحلة الابتدائية واصدر تعليماته بالتشديد على الانضباط التام وضرورة تفاعل الطلاب مع المفتش وبالاخص شدد على منع حدوث اي مواقف محرجة وخاصة مواقف لها علاقة بالسياسة. بعد ذلك صرف المدير المدرسين الى الصفوف للاستعداد لزيارة المفتش.
* * *

في الصف التاسع شعبة "ا" كان مدرس اللغة العبرية الاستاذ ماهر – وهو شاب عين حديثا في المدرسة- يطل برأسه من باب الصف بين الفينة والاخرى ليرى ما اذا كان المفتش يقترب من الصف, بينما كان أحد الطلاب يقرأ موضوع الانشاء الذي لم يعره ماهر أي اهتمام وأكتفى بهز رأسه وبكلمة "ممتاز" هنا وهناك.

كان ماهر يخطط لاستدعاء احدى طالباته المتفوقات لتقرأ موضوعها حالما يقترب المفتش فيبهر الاخير من لغتها ويكون انطباعا جيدا عن استاذها. لكن لسوء الحظ تأخر المفتش بينما انتهى الطالب من قراءة موضوعه وعاد للجلوس في مكانه, فأختار ماهر طالبا اخر ليقرأ الانشاء حتى يحضر المفتش واستدعاه للوقوف عند طاولة المعلم ثم استدار ومشى بعض الخطوات باتجاه باب الصف لكن رجله تسمرت في الهواء وهوى قلبه تحت معدته حينما سمع عنوان موضوع الانشاء الذي قرأه الطالب بصوت جهور:

"النكبة"


مرت بضع ثواني قبل ان يتدارك ماهر نفسه ويستدير بسرعة الى الطالب ثم يسحب منه الورقة التي كأن قد بدأ يقرأ منها بعنف, ثم يشير اليه بأن يعود لمقعده, ثم يهم بأخفاء الورقة في حقيبته ...لكن سخرية القدر (عمليا براعة كاتب هذه القصة العصماء) جعلت المفتش والمدير يدلفان الى الصف في تلك اللحظة بالتحديد وجعلت الاول يبادر الاستاذ ماهر سائلا:

- شو هاي الورقة إلي بايدك؟
- احمم...حضرة المفتش هذا انشاء كتبه أحد الطلاب...
- مزبوط؟.. ممتاز...خلي يقرالنا ياه لنشوف مستوى اللغة العبرية

لم يكن ماهر بحاجة الى ذكاء خارق ليدرك ان قراءة انشاء عن "النكبة" بحضور المفتش معناه حتما فصله من المدرسة وتصنيفه في القائمة السوداء ومنعه عن ممارسة مهنة التعليم فعليا. من ناحية اخرى هو لا يستطيع في تلك اللحظة ابتداع موضوع انشاء بلغة طالب صف الثامن فما العمل؟

أسقط في يد ماهر وكاد ان يغمى عليه لكن ابراقة وردت في ذهنه خلقت في نفسه أملا تعلق به كما يتعلق الغريق بقشة, اذ قرر انه سيقرأ الانشاء كما هو لكنه سيغير العنوان, وهكذا سيتفادى وقوع اللوم عليه حتى لو بدى الانشاء ركيكا, ولا شك ان تصنيفه كمعلم فاشل خير من تصنيفه كمعلم مسيس و"متطرف".

بعد ان ارتاح الى هذا الحل قال:

- سيادة المفتش...هذا الطالب عنده موهبة كتابية لكن إلقائه ضعيف...حبذا لو قرات الموضوع مكانه
- "لا مانع..." قال المفتش " شو عنوان الانشاء"
- عنوان الانشاء...هو

بلع ماهر ريقه....النكبة باللغة العبرية تكتب "ها ناكبه"...قال لنفسه.."يجب ان تكون هناك كلمة شبيهة...اهههه وجدتها.."

- العنوان هو "هانيكيفاه"
- "الانثى؟!!!" سأل المفتش بدهشة
- نعم العنوان هو "الأنثى"
- اوكي لا بأس..تفضل إقرأ

بلع ماهر ريقه مجددا, ثم نظر الى الورقة وبدأ يقرأ بالعبرية:

" لا يمكن ان أصف لكم معنى "هانيكيفاه" في حياتي...كم أكرهها لكن لا استطيع فهمها في نفس الوقت. كنت ساذجا قبل أن أسمع بها أول مرة..وفقدت سذاجتي عندما بدأت أسمع من جدي وأبي أعمامي ومن هم أكبر مني عن ماذا فعلت "هانيكيفاه" بهم...كيف هاجمت جسد جدي الذي كان رجلا قويا وحطمته نفسيا ايضا. كيف فعلت مع ابي واخوته الصغار الذين لم يعرفوا كيف يتعاملون معها...

ولا يمكن أن أمنع نفسي من السؤال: هل ستفعل "هانيكيفاه" بي نفس الشيء؟ هل سأدعها تفعل ام سأخترق حاجزها الى الجهة الاخرى"

هنا توقف ماهر قليلا عن القراءة والقى نظرة خاطفة الى المفتش فراه يحملق في الطالب المسكين الذي كان مبتسما فخورا بان انشاءه اختير ليقرأ على مسامع المفتش...

" جدتي المسكينة حطمتها "هانيكيفاه" ايضا وتركت اثرها على جسدها ايضا"..(هنا سمعت حشرجة صدرت عن حلق المفتش)..."أحيانا تأخذني في حضنها وتقول لي: لا تنسى "هانيكيفاه" يا حبيبي...من ينسى ماضيه ليس له مستقبل....لا تنساها ولكن لا تكن ضحيتها...اصع مصيرك بيدك...تذكرها لكن لا تجعلها وحشا يدوس عليك...كن رجلا ودس أنت على "هانيكيفاه" يا حبيبي...

كلما خرجوا "هم" ليحتفلوا بالشوارع أرى "هانيكيفاه" فقط...كلما رفعوا علمهم...أرى "هانيكيفاه" فقط...أراها وأفكر فيها في كل مكان...

عندما انام وعندما أقوم من نومي
عندما العب مع اصدقائي
عندما اشاهد مسلسلات الكرتون
عندما استحم

في أحلامي اتخيل "هانيكيفاه" وحشا... أكون في الحلم رجلا بالغا مع بندقية كبيرة... احيانا اخسر في الحلم فتفترسني ...وأحيانا أترصد "هانيكيفاه" وافاجئها واستعمل بندقيتي الكبيرة لاهاجمها من الخلف...أحلم اني أمسك بندقيتي بكلتا يدي وأندفع الى ه......"

- " خلص خلص خلص...اوكي اوكي...بكفي"..كان المفتش يمسح بعض العرق بمنديله

ثم نظر الى ماهر وسأل " لم أفهم ما قلته عن علم أو شيء من هذا القبيل؟"

"لحظة حضرة المفتش بس اقرأ القطعة مرة اخرى" نظر ماهر الى الورقة وهم بالقراءة مجددا لكن المفتش بادره قائلا: "مش مشكلة خلص...يعطيكو العافية" ثم خرج من الصف برفقة المدير وترك ماهر ورائه يكاد يسقط أرضا لشدة توتره.

* * *
كانت علامات التفكير بادية على وجه المفتش عندما استوقف المدير اثناء رجوعهما الى غرفة الاخير وسأله هامسا:

- فكرك اجا الوقت ندخل التربية الجنسية عالمدرسة؟ شكلو التوتر الجنسي بدا يأثر عالطلاب. بلاش يطلعو معقدين احنا مش ناقصنا بهالشعب. يعني هادا الولد الي كتب الانشاء شكلو متحامل عالنسوان كثير. انا عارف كيف بربو بالبيوت هالايام؟

هز المدير راسه موافقا واكمل الاثنان مشيتهما وكلامهما الهامس بينما كان الاولاد يلعبون في الساحة.

الأربعاء، 17 يونيو 2009

اوباما زمانها جاية


أوباما زمانها جاية
جاية بعد شوية
جايبة سلام يا سلام....لام .. لام

جايبة معاها شنطة
فيها عقال وحطة
بتقول واعرباه ...باه...باه


عارف الواد الي اسمو عباس
جاه اوباما وعمله أيه؟
فتح الشنطة وفيها مصاري
وزع منها على ال حواليه

قام عباس ركعلو وقالو
بص وشوف يا سعادة البيه
شعبي رافض يبيع القضية
طب عاوزني اعمله ايه؟

راح مديلو حقنة كبيرة
عارف ادالو الحقنة دي ليه
مبيعرفش يجيب نتيجة
وكل شعبو ضحك عليه

أوباما زمانها جاية
جاية بعد شوية
جايبة سلام يا سلام....لام .. لام

جايبة معاها شنطة
فيها كشري وشطة
بتقول وامصراه ...راه...راه


عارف الواد ال اسمو مبارك
قالو اوباما ايه اخبارك
شفلنا حل بقى مع جارك
انت زعيم والشعب اختارك

قالو يا ريس ما فيش نتيجة
الراجل ده لا يعول عليه
ولو عرف يمضي اتفاقية
حادور عريان في محرم بيه

راح مديلو حقنة كبيرة
عارف ادالو الحقنة دي ليه؟
مهي مصر تبقى ام الدنيا
بس ابوها مش نافع ليه؟

أوباما زمانها جاية
جاية بعد شوية
جايبة سلام يا سلام....لام .. لام

جايبة معاها عربية
فيها شماغ وجلابية
بتقول وا نفطاه... طاه..طاه

عارف الواد الي اسمو فهد
دا الي مصدق نفسو بجد
ملك من المهد الى اللحد
والعهد يا بابا هو العهد

قالو اوباما يا جلالتك
بص حصل ايه لحالتك
اثبتلنا بقى مرة فحالتك
قلت ايه يا روح خالتك؟

قالو يا ريس انا الحامي
وفي نفس الوقت انا الحرامي
لو حبيت اقول كلامي
حيرموني بالصرامي

راح مديلو حقنة كبيرة
عارف ادالو الحقنة دي ليه؟
اصل عشانو ملك عيره
وأقل وظيفة كبيرة عليه


أوباما زمانها جاية

جاية بعد شوية

جايبة سلام يا سلام....لام .. لام

الاثنين، 8 يونيو 2009

رؤية يوحنا الماشي RED LABEL



ايها العازف في هذه الحانة البريئة من العقائد والتاريخ


ارفع كاسك ولنشرب نخب ليلة نزقة


ففي هذه الليلة فقط سأؤجل دوران عقارب الساعة وأسئلتي الوجودية


وفي هذه الليلة فقط ساغرق في سعادة حقيقية ومزاجية عاشقة


على خشبة الحانة سأرقص كما فعل زوربا


واخلع عني كل بقايا الذاكرة


كي اولد من جدبد


إبنا بارا


لهذه المدينة العاهرة



*لو كانت زجاجة ماركة blue label كان طلعت معلقة - بس العين بصيرة....

الاثنين، 1 يونيو 2009

الأصبع المؤشر لحل مشكلة القذف المبكر



السيد الكريم ا. ق. ,

يشرفنا ابلاغكم ان رسالتكم الكريمة قد وصلت الى شركتنا مؤخرا ويسعدنا انكم اخترتم شركة " الزلوع لحلول المشاكل المستعصية م.ض." كشريك استراتيجي يمكن ان يزود الاشخاص المركزيين المعنيين في سلتطكم بحلول للمشكلة التي توجهتم الينا بخصوصها.

سيدي العزيز,

القذف المبكر هو أحد عوارض زمننا هذا وهو ظاهرة منتشرة تمت معاينتها بشكل واسع في ادبيات العلاج الجنسي, ويمكن اليوم توفير حلول مرضية وبتكلفة معقولة لمجابهتها.

لا داعي للخجل والحساسية عند التعامل مع هذا الموضوع, فدعنا ندخل الى التفاصيل التي وردت في رسالتكم وسبل معالجتها:

تقول في رسالتك انك وبعض المسؤولين تعانون من مشكلة مزعجة تتمثل في قذف الكلام مبكرا وبدون تفكير وبالذات اثناء لقاءات مع صحفيين اسرائيليين مما يظهرك في صورة سخيفة وتهريجية, على حد قولك. تقول في وصف حالتك النفسية السابقة للقذف المبكر, انك تستعد لساعات قبل المقابلة وتهيأ نفسك للإدلاء بأقوال ومواقف نارية تجسد معاناة الشعب الفلسطيني وفظاعة الاحتلال وازدواجية معايير المجتمع الدولي, لكن حين تبدأ المقابلة تحس بالاعجاب الشديد من نظيرك الاسرائيلي ومدى ثقافته وتنوره فتحدث الاثارة السريعة وتندفع الكلمات منك دون اي سيطرة وتفرغ كامل وعيك وطاقتك واستعدادك للمواجهة في اللحظات الاولى من المقابلة, وتسلم زمام الامور الى نظيرك الاسرائيلي الذي يدفعك الى مزيد من القذف المبكر والغير إرادي.

وقد ضربت المثل على هذا الخلل البنيوي المؤسف في ادائك عندما أشرت الى المقابلة الصحفية التي اجراها معكم مؤخرا المدعو عكيفا الدار من صحيفة هاارتس وهناك قذفت الكلمات التالية: "يمكن للمستوطنين في ارئيل ومعالي ادوميم وجفعات زئيف البقاء في الاراضي الفلسطينية تحت حكم السلطة الوطنية".

عزيزي أ.ق.,

عند قراءة هذه التفوهات افهم تماما مدى معاناتك.

لكننا لسنا هنا للحديث عن المعاناة وانما لبحث طرق العلاج الافضل وهي متوفرة لدينا.

بعد طرح قضيتك على طاقم خبراء شركتنا, نود ان نقترح الطرق العلاجية التالية:



حاجز جلدي للفم (مفتوح الجوانب): افضلية هذا الجهاز تكمن في منع تدفق الكلام بشكل فعال مما يقلص من احتمال حصول الاثارة والقذف المبكر. في نفس الوقت بسمح الجهاز بالتفوه بكلمات مقتضبة قد تفي بأغراض المقابلة.



حاجز جلدي للفم (مغلق الجوانب): هذا الجهاز تم تصميمه للأستعمال عند حصول الاثارة السريعة وهو يمنع القذف فوريا وبشكل كامل ولكنه يسمح بالتنفس. لاوقات الطواريء فقط.


قناع هانيبال: يحقق هذا الجهاز هدفين اساسيين: 1. يمنع القذف بسكل كامل. 2. يوقع بالرعب في قلوب نظيرك.

شريط لاصق: مؤلم ولكن يمكن استعماله كأداة رمزية لمقارعة الاحتلال ومنع التطبيع.

رد الفعل المشروط: كلما حصل القذف المبكر عاقب نفسك بأرسال شاحنة باطون مجانا الى احدى المستوطنات التي تتعامل معها. الخسارة المادية ستعلمك ضبط نفسك حتما.

وأخيرا وفي حال فشل الطرق الاخرى:





سائق: دائما يمكن اتباع طريقة روحي فتوح والقاء اللوم على السائق فاحرص ان يكون حاضرا في الغرفة اثناء المقابلة.


نرجو اننا قد وفقنا في طرح بعض البدائل المناسبة والناجعة لمساعدتكم.



تحية الوطن العامر
ز. زلوع
مدير عام الشركة

الاثنين، 25 مايو 2009

يوريكا



عندي ابن عم قاعد بالدنيا بس عم بستهلك اوكسجين وليس منه اي فائدة تذكر للإنسانية او حتى لمحيطه المباشر, لكن امبارح ونحنا قاعدين بالجنينة نلعب هاند ريميه نزل عليه الوحي فجأة فترك بز الارجيلة وسكت وحملق في البعيد ولاحت على خلقته بوادر التفكير العميق فبدينا كلنا نقلق...بعدين فتح تمه وقال:


"إلي مالوش بالحمص ...ميقربش عالمسبحة"


بعدها لقط البز بشفافه مجددا وكمل يسحب دخان النرجيلة وكأن شيئا لم يكن.


ادركت فورا اني شاهد على لحظة تجلي تاريخية بالظبط مثل اللحظة الي وقعت فيها التفاحة على راس نيوتن او رفعت المياه جسد ارخميدس في البانيو, بغض النظر عن نتائج وتبعيات كل لحظة.


أراهن على كل ما أملك ان أحدا ما في التاريخ بداية بالانسان النياندرتال والى يومنا هذا لم تخطر على باله ولم يتفوه بهذه الحكمة التاريخية مما يدحض نظرية افلاطون ان اي فكرة وردت في ذهن الانسان فكرها قبله انسان اخر (ذلك ان هناك عالم قيم ومثاليات قائم بذاته).


كانت هذه بحق لحظة تاريخية...ساثمنها الى الابد.

الأحد، 17 مايو 2009

كان يبصق قهره


اذكر جيدا ان الاسرة كانت "تخبيء" جدي الذي كان في اواخر عمره في احدى الغرف عندما كان هناك ضيوف في الانتظار. كنت اعجب حين ارى ابي او احد اعمامي يسانده في المشي الى الغرفة او يحمله ان كان غاطا في نوم عميق ثم يخرجون من الغرفة وحدهم ويغلقون الباب دون تعبير خاص الا شبح ابتسامة, عرفت فيما بعض انها ابتسامة ترقب لما يمكن ان يحدث بعد قليل او استذكار لما حدث في زيارة سابقة.

كان الضيوف يدخلون وتبدأ الاحاديث العادية والمجاملات وتوضع المكسرات والتضييفات ويتبادل الحضور الاسئلة عن المستجدات منذ اللقاء الاخير وعن فلان وعلنتان, ويلف الناس ويدورون لكن لا بد ان يدخلوا في السياسة اجلا ام عاجلا. وهنا كان عمي الاكبر – ان كان حاضرا- يرفع كتفيه قليلا وتشتد عضلات وجهه ترقبا بينما يخفض عمي الاصغر وجهه بحيث لا يمكن رؤية تعابيره.

- شو رايك بما يحدث في الضفة.
- والله العرب ما بس...
- تففوووو (خارجة من الغرفة المغلقة حيث جدي)

يسقط صمت ثقيل.
يهتز كتفي عمي الاصغر قليلا.

يلتقط احد اعمامي او ابي طرف الحديث المقطوع ويغيرون الموضوع, بينما تستمر الدهشة قابعة في وجوه الضيوف اذ انه لا مجال للشك في الكلمة التي صدرت اذ ان مصدرها يضغط جيدا على الحروف وخاصة الفاء ويحمل صوته نغمة القرف واضحة.

بعد دقائق تعود الامور الى نصابها, اذ يفسر كل من الحاضرين – في داخله – الصوت بشكل مختلف اذ لا بد انه لا علاقة مباشرة له بوجودهم او بالمحادثة اذ ربما يكون من بالغرفة مريضا بالزكام ومن المؤكد انها مجرد صدفة.

على اي حال, يستمر الحديث ولكن في لحظة مشؤومة قد يقول احدهم:

- لا يمكن اتهام الانظمة العربية بالتخاذل اذ.....
- تففووو


او قد يقول اخر:
- لا فائدة ترجى من العرب ولا...
- تففووو

عندها يحدث في العادة احد امرين: اما قد يشعر الضيوف بالاهانة فتقصر زيارتهم بشكل فجائي ويحمر وجه عمي الاكبر وهو يسلم عليهم عند المغادرة ثم يبدا بالصياح على جدتي لانها لم تقنع جدي بالتوقف عن هذه العادة السيئة التي "سودت وجه العائلة" ويطالبها بعدم مناداته من بيته في حال زيارة اي ضيوف في المستقبل, واما ان يستحوذ الموقف على انتباه الضيوف فترى ايقاع الكلام قد هدأ ترقبا وطالت فترات الصمت بين المحادثة والاخرى, وقد يصدف ان تصدر كلمة او جذر "عرب" مرة او اكثر وبعددها تسمع "تففووو" كل مرة, وقد لا تصدر, كل ضيف وحظه.

انا شخصيا كنت افضل النوع الثاني من الضيوف لانه لا حاجة برايي للشعور بالاهانة "كل ما دق الكوز بالجرة" كما تقول جدتي, كما ان البعض ممن لا يفتقرون الى حس الفكاهة كان يجد الامر طريفا فتراهم حين يسلمون على اعمامي يهمسون "سلمولنا عليه كثير" او "والله معو حق". هؤلاء كان وقع زيارتهم على اعمامي خفيفا ولذا لم يعاني جدي او جدتي من اللوم بعد انقضاء الزيارة عادة.

احد الايام عندما كنت وحدي في السيارة مع ابي سالته عن سبب تصرف جدي ولماذا هو غاضب الى هذا الحد على العرب. بعد صمت قصير اوقف ابي السيارة في جابب الطريق ثم سالني ان كنت اكره جدي او اخجل فيه. قلت له انني احب جدي كثيرا لكنني اكره كيف يخبؤونه هو واعمامي في الغرفة واني اعتقد انه هو يخجل بسببه. لم يتكلم ابي ولم يرد وانما استمر بالقيادة لكنه تفادى النظر الي.

بعد ايام وبينما كنت ادرس في غرفتي دخل ابي ثم اغلق الباب وراءه. جلس على طرف السرير ثم حكى لي عن "النكبة" و"النكسة" وكيف عايش جدى الاثنتين فتحمل الاولى لكن الثانية كان وقعها عليه مدمرا. قال لي ان جدى كان اكثر اهل البلد اعتزازا بعروبته ووطنيته وكان يحب عبد الناصر الى حد انه كان يمنع الحديث بتاتا في البيت عندما كانت اذاعة "مصر العربية" تبث خطابات الاخير, وكيف صرف من مدخراته لشراء مذياع وضعه في البيت لانه كان يغضب من التعليقات التي تصدر من السامعين في البقالة او المقهى بل وصل الامر الى حد الشجار بينه وبين من كان يشكك في اي من اقوال عبد الناصر.


وبدأت حرب الستة ايام وعاشت اسرة جدي والجيران حول المذياع. وضعوا المذياع في الصالون وفرشوا وناموا واكلوا وشربوا حوله. وتوالت الاخبار المفرحة من اذاعة مصر عن الانتصارات العربية الساحقة. جدي كان يخرج من الشرفة املا في رؤية فيلق مصري او عربي على مشارف البلد لكن جدتي كانت قلقة وفي الليلة الخامسة قالت لجدي : " مش حاسس انو بتهبلو علينا زي ال 48؟". جدي قال: " مش عبد الناصر, بعملهاش".

في اليوم السادس وبعد ان انكشف حجم الماساة, ظل جدي رافضا ان يصدق ما حدث وجلس امام المذياع ينتظر خطاب ناصر. جاء خطاب الهزيمة وانتهى تاركا جدي جالسا امام المذياع الى الصباح وجدتي تخرج من غرفة النوم, تنظر اليه من الخلف ولا تجرؤ على محادثته. في الصباح قام جدي من امام المذياع ثم توجه الى غرفة النوم, وقف على الباب وقال لاهل البيت: "داخل انام, متفيقونيش", ثم اقفل الباب خلفه ولم يخرج منها الا بعد ثلاثة ايام. جدتي كانت تقول دائما انه لم يخرج من تلك الغرفة ابدا.

"اما "تففففووو...." قالها ابي مقلدا طريقة جدي "تففووو قالها لما وقعوا معاهدة كامب ديفيد واستمر فيها حتى اليوم زي ما بتعرف". توقف ابي عن الكلام ثم ابتسم " بتعرف انا بفكر انو لسا بتابع اخبار العرب بالخفية مع انو عامل حالو مطنش".

ومر الوقت وايقنت ان جدي لن يغير من رايه ابدا في قناعاته حتى ذلك اليوم الذي اجتمعت فيه الاسرة في بيت جدي لتسمع اخبار الليلة خاصة ما يحدث في الضفة الغربية وغزة بعد اندلاع ما سمي بالانتفاضة. خيل لي في لحظة ما ان جدي الذي كان في غرفته قد اطل براسه من الغرفة. تظاهرت بالنظر الى الشاشة حتى لاح بالكاد رأس جدي من غرفته وكان يسترق السمع. رفعت صوت التلفاز حتى اسهل له العملية. جدتي قالت بصوت هامس دون ان تزيح نظرها عن النشرة : "صارلو كم يوم مهتم بهالانتفاضة".

بعد بضعة ايام كان جدي جالسا بيننا يستمع الى نشرة الاخبار ولم تصدر عنه "تفففووووو" واحدة وكان الامر غريبا في نظري.

توفي جدي سنة 1989 وهو جالس على اريكة الصالون بعد ان تابع نشرة الاخبار وسمع للمرة الاخيرة في عالمنا عن الانتفاضة وارادة الشعب الفلسطيني والافق الجديد والخطاب الذي كان مشبعا بالتفاؤل والتوقع بانهاء الاحتلال لا محالة.

توفي جدي قبل اوسلو والحربين على العراق وقبل غزة واريحا اولا وقبل السلطة ومناطق A-B-C وقبل الاغتيالات والعمليات التفجيرية وقبل السور الواقي ومذبحة قانا ومذبحة جنين والحرب على لبنان وقبل الانقسام الفلسطيني وانابوليس وقبل حصار غزة. توفي قبل هذا كله ولم يدعهم يضحكون عليه للمرة الثالثة.

بعد وفاته بقليل توفت جدتي وباع اولادها لبيت ولم نعد نجتمع مع اعمامي واسرهم الا في المناسبات العائلية. دائما في هذه المناسبات يفتح ابي واعمامي سيرة السياسة ودائما يتذكرون "تفففوووو" جدي وكم كان وقعها خفيفا على قلوبهم الا في حال وجود الضيوف.

اما انا فما زال ينتابني خوف شديد كلما دخل ابي الى غرفة النوم مربد الوجه بعد نشرة اخبار وكلما تاخر في الخروج صباحا من غرفة نومه.

الثلاثاء، 12 مايو 2009

احتجاج يا سعادة الحاج

بابا

مسموح اناديك بابا؟ ولا منرفعش الكلف ونخليها "البابا" أو نتعامل بالرسميات عالاخر ونسميك الحبر الاعظم؟
انا مش فارقة معاي لأنو ينظري انت ختيار في الثمانينات رجل بالقبر ورجل بتقول باي باي. هلأ اذا بعد ما منموت انا وياك – بتأمل بعد عمر طويل إلي وإلك – منصير أكل للدود ولا بنلاقي اشي بعد هالحياة- هاي لا أنا ولا انت منعرفها, ولذلك من ناحيتي انت ختيار بتنقاس بمزاياك زي ما بتنقاس مزايا اي رجل تاني. بيقولو انك بتحكي تسع لغات ومعك اكتر من دكتوراة, بس بتعرف انت نحنا العرب منبهر كلشي, وانا بعرفكاش شخصيا فخلينا نتعامل بنص رسميات وأناديك أستاذ "بابا", عشان هون بالقدس درجت انو تنادي شخص بتعرفوش "استاذ" أو "ياخي" (تلفظ يخي بكسر الخاء), وطبعا مش ممكن اناديك "يخي بابا".

اكيد لاحظت انو كلمة "قداسة" ما وردت بين الاحتمالات وهاد مش من باب "سقط سهوا", وانما سقط عمدا وعن سبق الاصرار والترصد. في سؤال كتير كبير حول ناريخ مؤسسة الكنيسة الي انت يتمثلها ودورها الأسود في كتير حقبات تاريخية, مثل محاكم التفتيش واضطهاد الافليات ومحاربة العلماء وغيرو وغيرو. في سؤال عقائدي كبير كتير كمان حول الكنيسة وتعاملها مع مواضيع تمس لب العقيدة المسيحية مثل الملكية الشخصية والبذخ والترف مقابل حياة التقشف الي عاشها المسيح, وحول مفاهيم اساسية في المسيحية مثل مفهوم الصلاة ومفهوم الكنيسة بحد ذاته وغيرو وغيرو. كمان بزعجني في المؤسسة الي انت بتمثلها انها جدا محافظة ورجعية وغير منفتحة, ومش عبث انو كتير ناس عرفت عن دينها من "شيفرة دافينشي" كثير حقائق كانت تحت الكتمان مع انها اساسية مثل دور المرأة التاريخي الي قمعته المؤسسة الكنسية (وان كان كثير تفاصيل اخرى يشملها الكتاب وهمية).

الخلاف التيولوجي مش موضوعنا بس الي حبيت اقوله انو في نظري المؤسسة الي انت بتمثلها ما بتمنحك اي أفضلية عن اي سياسي او رجل دولة اخر بزور هالبلد.

متفهمنيش غلط انا معنديش اي اعتراض على مبدأ الزيارة. مش بس هيك انا كمان بتفهم مشاعر كثير من الناس الي بتعتبر هاي اللحظة لحظة تاريخية بما انك الراعي والصخرة وانو خروف ما بحبش يشوف الراعي ويحتمي بالصخرة. المشكلة انو هاي الزيارة الي انت بتصر تسميها "زيارة حج دينية" عملتلي انا شخصيا وجع راس جامد. فيش حد الا ومحتج على هالزيارة أو محتج على المحتج على هالزيارة:

اليهود محتجين انك ما اعتذرتش عن سكوت الكنيسة عند ارتكاب النازية للمحرقة, الي مش يهود محتجين انك زرت حائط المبكى و "يد فشيم".

المسلمين محتجين انك ما اعتذرت كفاية عن الي قلتو في محاضرة عن الاسلام, والمسيحيين بيقولو انك فسرت الموضوع ومش لازم تعتذر وانو كثير من العلماء المسلمين بتهجموا عالمسيحية وما بعتذرو.

الطوايف المسيحية محتجين انو عدد التذاكر الممنوح للطوايف المش كاتوليكية مش كافي وان الناس الي اختاروهم بالقرعة علشان يتناولو من ايدك بمثلوش وجهاء البلد وانو الواسطة اشتغلت وانو وانو وانو.

وكلو شغال الله وكيلك يا استاذ بابا....الناس انصرعت.

هلأ بما انو المنبر مفتوح للأحتجاج فخليني برضو انا اسجل بعض الاحتجاجات:

احتجاج رقم 1: شو معناتو التوقيت الحالي لزيارتك لاسرائيل الي عم بتحاول تجند اي تأييد عالمي وأكيد زيارتك هي مكسب كبير الها.

احتجاج رقم 2: يعني ليش لازم تيجي بنص الاسبوع بلا مؤاخذة واضطر انا علشان اوصل شغلي الف السبع لفات؟

احتجاج رقم 3: وين نروح نحنا الكفار او النصف كفار او العلمانيين او الضايعين بهال تلت ايام الي فيهم رح يطغى وجودك عهالبلد الي مش ناقصها إلا زيارتك.


كيريا ليسون


ودمتم بكل ود
خروف بلا راعي

الثلاثاء، 5 مايو 2009

وما أدراك ما ال LINGUISTICS


عندما بدأت أتعلم العبرية مجبرا بعد نقلي قسرا من مدرستي في القدس الى الصف الثامن في مدرسة جديدة في الجليل, شجعني جميع المعنيين موضحين أن اللغة العبرية والعربية اختين. وبما انني اعرف الأخت الأولى - فلا بد أن طريقي للثانية ستكون أسهل. قياسا على تجربتي مع بنات الجيران سلمت بصحة بهذا المنطق وعكفت ملء طاقتي على تعلم هذه اللغة وكانت البداية جد موفقة.


-أنا بتصير .....
-اني
-أنت بتصير...
- أته
- ممتاز

لكنها تعقدت, كما تتعقد دائما عندما تدخل (تقتحم) الأنثى الى الصورة.

- أنتي
- اتي
- لأ يابا يا حبيبي, قلتلك ميت مرة إلغيلي الياء من تفكيرك عند استعمال الضمير, ماشي؟
- حاضر
-إذن أنتي شو؟
- أته
- لا حول الله يا ربي. لا يابا ركز بنفعش هيك. أنتي بتصير "ات".
- مثل "الغضب الساطع ات"؟
- لا مثل الكف عا نيعك ات. بكفي زناخة مش فاضي لزناختك (يخفي أبي شبح ابتسامة). خلينا نكمل. الفعل اذهب بالعبراني شو هو؟
- ليخ.
- كيف نقول انا أذهب الى المدرسة؟
- اني هولخ لبيت هسيفر.
- طب ضمير الغائب "هو"؟
- بتصير هو
- "هي"؟
- .........
- شو بتصير هي؟
- ..........
- بعدين معك يا ولد. بتصير "هي"
- ما انت قلتلي انسى الياء مع ضمير الانثى
(تدخل امي الى الغرفة)
- خلي عندك ضمير يابا. قلتلك انسى الياء في ضمير الاشارة مش الغائب.
- ليش يعني؟


سكت ابي ثم نظر الى امي خبيرة البيت للغة العربية, ثم غمزني.

- صحيح ليش يا نوال ضمير الغائب غير شكل؟

دون ان ترفع نظرها عن الغسيل المفروش على الطاولة اجابت والدتي:

- عشان الغايب حجته معه.

اتعبتني اللغة العبرية رغم موهبتي في اللغات بشكل عام. ربما كان الامر مرتبطا ذهنيا بالسياق العنيف الذي صادفتها فيه عادة خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى في شوارع القدس, حيث كنا نردد احيانا صيغ الاوامر التي كنا نسمعها احيانا في باب العامود وباب الجديد – حيث مدرستي القديمة – من الجنود المتعرضين للمارين. صيغ أوامر مثل "بو" اي تعال, ليخ أي اذهب, "كيلف" أي كلب, ناهيك عن السباب الذي يرتكز اصلا على اللغة العربية لقوة تعبيرها التي اكتشفها ابناء عمنا (بالمناسبة من اين أتت أبناء عمنا هذه؟) فتحول قاموس هتك الاعراض لغويا – وبالعربية دون غيرها - الى جزء لا يتجزأ من أسرائيليتهم.

عودة الى اللغة العبرية. ان احد اهم مشاكل هذه اللغة حسب رأيي تشابه بعض الفاظ الكلمات الى حد اختلاط الامر على السامع. المشكلة ان الخلط بين هذه الكلمات قد يترك انطباعا سيئا ويخلق حساسية زائدة في غير مكانها.

مثلا كلمة عرب. "عربيم" برفع الراء. ولكن لفظ "عربيم" يعني ايضا امسيات وهو ايضا برفع الراء. ناهيك عن الكفلاء وهي "عربيم" بكسر الراء (كلمة تعرفت اليها مؤخرا بسبب حملة إعلان). في اغلب الاحيان يميز المعنى لهذه الكلمة من السياق (قال ابي هذه الكلمة وفسر لي معناها ولكني نسيت) أي بعد سؤال احد الكبار.

لست من الذين يرون إهانة لشخصهم في كل مكان ووراء كل كلمة. لكنني تضايقت وبصراحة من إعلان لأحد البنوك الذي كتب على الباصات العمومية "تعال إلينا دون الحاجة الى "عربيم"". اختلط علي الامر فرجعت حينئذ مستعجلا الى البيت وانتظرت عودة والدي الى المنزل وسألته فورا قبل ان يضع شنطته:
"كيف قبلوك في البنك وانت عربي؟".

هدأ حالي عندما فهمت ان القصد هم الكفلاء أي أناس اخرين يعيشون معنا في هذه البلاد. الكفلاء يدفعون الدين اذا لم يدفعه صاحبه. وفي هذا السياق - والشيء بالشيء يذكر - اذكر جيدا عندما لحق بي صاحب الدكان اليهودي وامسكني من رقبتي واخذ يصرخ قي وجهي أشياء لم افهم منها الا كلمة "عربي" و "اباك" و "جناف" عي "سراق" و"ايفو هكيسف" أي اين النقود. احد الشباب العرب اخذ يترجم لي (الله يكثر من اولاد الحلال) ولم يتناسى –مشكورا – الشتائم وهي "جزء لا يتجزء" من الكلام. كم كنت محتاجا الى كفيل من قوم الكفلاء عندئذ ولم اجده فصفعني صاحب الدين صفعتين (واحدة عن كل سيارة سرقها ابن عمي – مشكورا) واقفل راجعا الى دكانه – مشكورا, وفي طريقه قال شيئا بصوت عال سمعه المارين في الشارع وترجمه لي المترجم الامين مشكورا:
"انتم العرب تتعلمون السرقة من صغركم"

لم ادري لماذا لم ابكي حين صفعت, بينما بكيت جدا عندما قال جملته الاخيرة. ابي يكلمني دوما عن الكرامة, وفي فيلم الاكشن الاخير الذي رايته سالت ابي كيف تحول البطل الى بطل بعد ان كان بصلا (احدى الاجابات المحتملة هي ابو الحروف), فقال لي ابي انهم اهانوا كرامته ثم اردف: المثل بيقول "ادعس على الكلب بعوي". لم افهم تماما ما يقوله فالكلب يعوي حتى ولولم تدعس عليه وبالأخص كلب الجيران "اللي ماخذها هواية" كما تقول امي. المهم اني احسست عندها بالاهانة لكنني لم أتحول الى بطل.

كلما تذكرت تلك الحادثة اتضايق واتخيل انني أرد عليه قائلا " ابن عمي هو الذي سرق" فيكف عن ضربي ويكف ذلك الطبل عن الترجمة.

اخ لو كنت درست بصورة افضل. لكن لا بأس اذ انني تعلمت درسي.لقد فهمت انه علي ان ابذل جهدا اكبر لاتعلم العبرية.

الاثنين، 27 أبريل 2009

ريتها موجة


بينما كنت أمخر عباب شارع رقم 1 عائدا بعد يوم عمل شاق الى شقتي, أوعزت نفسي اللعينة لي بالاستماع الى المذياع علني أوفق في اختيار محطة تبث بعض الاغاني الهابطة فترفع معنوياتي التي كانت ملتصقة فيزيولوجيا هذا اليوم بركبتي اليسرى.

ضغطت على كباس التشغيل فاندلقت موجات الاثير في سيارتي تصدر صوت "وششششششششش" ذلك ان الموجة لم تكن مضبوطة على محطة معينة وانما كانت تلعب في الربع الخالي....أحترت: هل أدير ألابرة يمينا أم يسارا؟ فقد يكون في ذاك نعمتي أو كبوتي.

لكن ابراقة ذهنية حسمت الامر بسرعة اذ تذكرت انني يساري العقيدة - وإن كنت يميني الممارسة - فأدرت إبرة الراديو بسارا حتى رست على محطة كانت تذيع أغنية فيروز "زهرة المدائن" ففرحت ايما الفرح وكدت ان ارتطم عمدا بالمركبة امامي كي تنزل سائقتها فأعانقها – وبعد ذلك أعطيها تفاصيلي الشخصية ورقم بوليصة التأمين.

بعد "زهرة المدائن" جاء دور نشرة الاخبار التي نقلها الينا مذيع شاب يشبه صوته صوت الخلاط الكهربائي فبدأت اتشائم, لكنني تحاملت على نفسي أملا في سماع صوت فيروز مجددا بعد الاخبار...

المذيع: اليكم اعزائي أخبارنا المسائية في صوت الحرية....الرئيس أبو مازن يفتتح جدول أعمال المجلس الثوري لمنظمة التحرير مؤكدا على عدم تنازل الفلسطينيين عن حقوقهم الشرعية....الولايات المتحدة تؤكد على ضرورة استكمال المفاوضات دون شروط....الاتحاد الاوروبي يقدم 30 مليون يورو لدعم البنية الاقتصادية الفلسطينية...زلزال في ايطاليا يودي بحياة 200 شخص منهم طالب عربي...حماس تتعرض الى شاحنات اغذية لوكالة الانروا في غزة وتصادره....فياض يؤكد ان استقالته هدفها فتح المجال للوحدة الوطنية...

انتهت نشرة الاخبار المسائية اعزائي...شكرا لكم

أنا: يلا منيح....بدنا فيروز بشرفك

نفس المذيع: والان الى برنامج "الحوار المسائي" الذي يناقش الخبر الاهم في هذه الليلة....
(صوت اغنية وطنية فتحاوية يرتفع تدريجيا...."نحنا الثوار....من جبل النار...")

المذيع: وكما عودناكم اعزائي...الخط التلفوني مفتوح لمشاركاتكم الديمقراطية وتعليقاتكم البناءة
"نحنا الثوار....ورصاص الثورة الفلسطينية..."

المذيع: والخبر الاهم اليوم هو تعرض قوات حكومة حماس المقالة لشاحنات الانروا ومصادرتها....والامم المتحدة تهدد بسحب ممثلياتها من غزة ردا على ذلك....شو رأيكم أحبائي

"ورصاص الثورة ....نحنا الثوااار..."

المذيع: ألو مين معنا....يسعد مساك
مستمع: معك ضرغام فارس..... (أنا: ولو شو هالاسم)
المذيع: أهلين ضرغام...شو رايك بلي عملو الجماعة؟
ضرغام: يعني هاي اسمها زعرنة....ويعني شو بدنا نقول...حسبي الله ونعم الوكيل بس فيهم....لما كان أبو فادي (زفت: يقصد الدحلان) مين كان يسترجي عا هالعمايل....بس شو بدنا نحكي...طاسة وضايعة

"نحنا الثوااار.....من جبل النار"

المذيع: مسا الخير ....
مستمع: مسا الورد يا نوارة....معك أبو حديد (أنا: اوف شو هالاسم)
المذيع: وشو أسامة بتفكر بالموضوع المطروح الليلة...
أبو حديد: المزبوط انا بديش أحكي عنهم عشان أنا موضوعي وبديش أبين منحاز....بس المزبوط هم الي ما بتسمو هدول زودوها كتير...
المذيع: مين هم ؟ قول الحقيقة تستحيش
أبو حديد: هم هدول الي ما بتسمو...الله يشل عرضهم
المذيع: يسلمو يا أسامة عا هالمشاركة وأهلين فيك ببرنامجنا

" نحنا الثواااار....."

المذيع: اخر مشاركة معنا الليلة..مين معنا
مستمع: فهد الشداد من قلقيلية (أنا: لكان شو)
المذيع: وشو بتقول يا فهد
فهد: هذي المساعدات رايحة للناس وهم بسرقوها...وهذا الفرق بينا وبينهم...لما بجوعو بسرقو...بس ابناء فتح بفضلو يوكلو من لحم كتافهم ولا يمدوا ايدهم للسرقة...

لم أعد أحتمل فأخذت أدير الابرة يمينا وشمالا في بحث يائس في كل المحطات حتى وصلت الى بر الامان ووجدت ضالتي...

بعد ذلك رفعت الصوت عاليا ثم أسندت رأسي الى الوراء وأخذت أغني بكل قلبي وعلو صوتي مع المذياع:

"وبحبك يا حمار "

الأحد، 26 أبريل 2009

بهية

الجمعة، 24 أبريل 2009

الأربعاء، 22 أبريل 2009

من عرق جبينو


يحتاج الانسان العاقل الي اسمه العلمي HOMO SAPIEN (يبدو علشان قدرتو على تحمل ألحشي في المؤخرة (مجازيا) ويظل بعقلو) الى الكثير من الجلد والرزانة كي يحتمل هذا الكم الهائل ن القذارة والتفاهة وانعدام المهنية وانعدام الموقف والمبدأ الذي يسيطر على حيزنا الفلسطيني العام بدئا من مسلسل الوحدة الوطنية الذي يبث كل يوم من مصر ويهدد بكسر الرقم القياسي لأعتى ما يسمى بمسلسلات الصابون (لنظافتها من أي حبكة) التي توقف مشاهديها عن عد حلقاتها بعد الالفية الثالثة ...وانتهاء بما يسمى صحافتنا المكتوبة او الالكترونية.
لا تسيئوا فهمي فليس كل ما ينشر في صحافتنا رديء....هناك السودوكو مثلا: سهل الحل وبدائي ويمنحك شعورا قويا بالثقة بالنفس. أما الكلمات المتقاطعة فلا تقربوها (خاصة في جريدة القدس)لانه:

ليس هناك هدايا قيمة
من يكتبها لا يمكنه حلها
من يكتبها مسئول بشكل مباشر على ضياع اجيال كاملة من العقول اللامعة التي يئست ووجهت طاقاتها الى قتل الخلايا الرمادية بالمخ عبر وسائل شتى منها مشاهدة كرة القدم (ومنهم أنا)


بانعطاف حاد رجوعا الى حيزنا العام, تعرض عبدكم كاتب هذه المدونة الى موجة تحريض على الكتابة بعد ان وصلني خبر صحفي الكتروني من مجلة دنيا الوطن الالكترونية - التي تعتبر نفسها رقيبة على قضايا الفساد - عنوانه "نجل الرئيس يكشف عن خفايا ثروته". طبعا اول ما قرأت هذا العنوان وبالاخص كلمة "خفايا" في ال INBOX قفزت من مكاني وصرخت "يا خبر": هل من الممكن ان تنشر الجريدة تحقيقا صحفيا حول هذه القضية الحساسة؟

انقضت اصابعي على الفأرة لأنقر على الرابط فأنتقل الى موقع الصحيفة الالكترونية الذي بدأت ملامحه تتشكل على الشاشة ببطء أرهق أعصابي.....حتى بدأت بالقراءة....

ليس من العدل ان يكون الشخص فقيرا....هذا ثاني ما خطر في رأسي....لأنه لا يستطيع ان يشتري حاسوبا جديدا اذا نفذ أول ما خطر في رأسي...أي ان يكسر الحاسوب.

لقد تبين ان "التحقيق الصحفي" ما هو ألا منصة وفرتها "دنيا الخرا" لنجل الرئيس لكي يثبت لنا كم يعاني من كونه نجل الرئيس وكم يصعب الامر عليه وعلى شركانه...يا حرام

يقول النجل الرئاسي فيما يقول (كما يلي اقتباسات من الخبر):
"

"أنه جمع ثروته بعرق جبينه، وأن 25 % من حجم إيرادات أعماله تذهب إلى السلطة الفلسطينية، في المقابل لم تقدم له الحكومة يوما من الأيام تذكرة طائرة مجانية أو حتى حبة "اسبرين" لأطفاله

وأضاف "هذا ليس اختراعا وليس عنوانا لمانشيت عريض من نوع "ياسرعباس يتعامل مع الجانب الإسرائيلي"، أغلب الفلسطينيين يتعاملون مع اسرائيل أما المتبقين فيعيشون على الأمطار".


" إن السلطة مديونة لي ولم تعد أموالي بعد،وانني في موقف حرج لذلك لا استطيع المطالبة بها، في حين يمكن لإبن عقيد ان يصرخ ويطالب بها".

ويبدو ان النجل يعتقد انه يخاطب مخلوقات ثنائية الخلية يقع دماغها على الغضروف الايمن من الطيز فيقول لا فض فوه:

"وألمح إلى أنه يقف في الطوابير لتسيير معاملاته بيده، ولا يتحدث لأحد في الأردن أو قطر أو الامارات أو مصر حيث تقع مقار شركاته انه إبن الرئيس ليحصل على مزايا تفضيلية "

الرابط:
http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-136983.html



ولك شو هاد؟ أعمر بن عبد العزيز بعث حيا يرزق؟

يااااه.....مبقولش لحدا إنو إبن أبو مازن.....والسلطة مديونة لإلو كمان؟

ولكم يا ناس يا عالم.....فش حدود للوقاحة؟ فش حدود لقلة الحياء (من لا يتعامل مع اسرائيل يعيش عالامطار)؟ فش حدود للاستهتار بالناس؟ فش حدود للقرف؟

فش حدود قريبة أهاجر منها؟!!!!!!!

الأربعاء، 8 أبريل 2009

نحن كثيرون - بابلو نيرودا


أحب هذه القصيدة جدا وقد قمت بترجمتها ترجمة ربما غير دقيقة لكنها تعكس المعنى بشكل مقبول.



نحن كثيرون - MUCHOS SOMOS - WE ARE MANY



من الرجال الكثيرين الذين هم أنا, الذين هم نحن
لا استطيع أن أرسي على شخص واحد
هم يضيعون مني تحت غطاء ملابسي
وقد غادروا إلى مدينة أخرى

عندما يكون كل شيء جاهزا
لكي أبدو كشخص ذو ذكاء
يظهر الغبي الذي أخبئه في شخصي
فيسيطر على كلماتي ويحتل فمي

في مناسبات أخرى أكون متواجدا
بين رجال ذوي ميزة
وعندما اسـتدعي شخصي الشجاعة
يظهر جبان لا أعرفه إطلاقا
فيغلف هيكلي المسكين
في ألف تحفظ بالغ الصغر

عندما يتأجج اللهب في بيت ذا فخامة
بدلا عن رجل الإطفاء الذي أستدعيه
يقتحم رجل مغرم بإحراق المباني المشهد, ويكون هو أنا
ليس هناك ما يمكنني فعله.

ماذا علي أن أفعل كي أميز نفسي؟
كيف لي أن ألملم ذاتي؟

كل الكتب التي أقرأها
عن شخصيات أبطال مستأسدة ومدوخة
مفعمة بالثقة بالنفس
أموت غيرة منهم:
وفي الأفلام حين تطير الرصاصات عبر الريح
أظل غيورا من رعاة البقر
أظل معجبا حتى بالخيل

لكن عندما أنادي على شخصي المندفعة
تخرج نفس الذات المعتادة والكسولة
ولذا لا أعرف أبدا من أنا بالضبط
ولا كم هناك مني
ولا من ستكون ذاتنا


كنت أود لو أكون قادرا على قرع جرس
فأنادي على ذاتي الواقعية, على أناي الحقيقية
لأني إن كنت محتاجا بحق لذاتي المناسبة
فعلي إن لا اسمح لذاتي بالاختفاء


عندما أكتب أكون بعيدا جدا
وعندما أعود أدراجي, أكون قد غادرت
أود أن اعرف إذا ما كان نفس الشيء يحصل لآخرين
كما يحصل لي
وان كانوا يبدون لذاتهم بنفس الطريقة

بعد استكشاف هذه المشكلة بشكل شامل
سأقوم بتدريس الأمر لنفسي إلى درجة
تمكنني عندما أحاول شرح مشاكلي
أن أتحدث, ليس عن الذات, وإنما عن الجغرافيا

الاثنين، 6 أبريل 2009

حتمية مادية


لو جاء الرجل الواحد

وصعد الى قمة الجبل الواحد

ممتطيا الحصان الواحد

ورأى الشجرة الواحدة

فصرخ صرخة واحدة

وضربها بالسيف الواحد

ضربة واحدة

فسقطت سقطة واحدة

في البحيرة الواحدة

عندها...

لا بد انها ستصدر صوت "طششششششششششششش"

لا بد

* نشرت هذه الحكمة الازلية في مدونة سابقة لي لكني وجدت ضرورة في نشرها مجددا نظرا لعلاقتها الوطيدة بما يجري في القدس حاليا من إطلاق حملات ونداءات تدعو السلطة الفلسطينية الى اخذ دورها في القدس لمجابهة الاجراءات الاسرائيلية ومقارعتها. ايضا هناك ستطلق القدس صوت "طشششششش" لا محالة.

الاثنين، 30 مارس 2009

Business. As usual

مهما تحدثنا عنها وكتبنا عنها لا يمكن ان نبالغ في اهمية الروح القتالية لشعب يمر في حرب او احتلال أو أي ظرف تاريخي يشكل مفترق طرق لهذا الشعب ولأجياله القادمة.

في زيارة لي لمتحف الجيش الفرنسي في باريس استوقفتني صورة التقطت في لندن اثناء "المعركة على بريطانيا" التي امطر خلالها الطيران الالماني النازي المدن البريطانية بمئات الاطنان من القنابل فيما سمي "بالبليتز BLITZ" الالماني وهو تكتيك اعتمده الجيش النازي لتدمير نفسية شعوب الدول التي يهاجمها وترتكز على فلسفة القوة الهمجية التي يسميها الامريكان اليوم " الصدمة والرعب" التي طبقوها في العراق وأفغانستان. اخضاع بريطانيا سياسيا (دون النية في احتلالها فعليا) كان سيؤدي حتما الى احتلال كل اوروبا والسيطرة عليها يشكل فعال على يد النازية.

بعد ان هاجم الطيران الالماني القواعد الجوية البريطانية بدأ في قصف المدن ومنها لندن التي قصفت لأول مرة في تاريخها, الا ان هذا القصف ادى الى تماسك المجتمع البريطاني وزيادة صموده ورغبته في القتال, الامر الذي انعكس ايجابا على الطيران البريطاني الذي قاوم بشراسة حتى اقتنع النازيون انهم لا يستطيعون تحقيق هدفهم وقرروا توجيه جهودهم الى جبهة أخرى وتركوا وراءهم عدوا شرسا كان له الفضل الكبير في هزيمة النازيين في نهاية المطاف.

سير وينستون تشرتشل رئيس الوزراء البريطاني الذي عكس في تصرفاته وتصريحاته الجاهزية القتالية للمجتمع البريطاني قال عن الطيارين البريطان الذين دحروا الهجوم النازي:

"Never was so much owed by so many to so few"
بترجمة حرفية " لم يحصل في التاريخ ان ...ان ..ان..." كيف بتترجم هاي؟ بلاش... بترجمة حرة "كل العالم لازم يبوسو كنادر الطيارين البريطان علشان هم انقذوا كل العالم".

حتى اليوم تعتبر هذه اللحظة من الصمود من أكثر اللحظات المضيئة في تاريخ بريطانيا والانسانية ويفتخر فيها أي مواطن انجليزي حتى اليوم والى الأبد.

نعود الى الصورة التي اتحدث عنها وقد التقطت لها صورتين من الكاميرا التي كانت بحوزتي...في الصورة كهل انجليزي صاحب بقالة يكتب على لوح الاعلانات امام محله بالطبشورة بينما ينظر الى ما يكتبه شرطي انجليزي وامرأة عجوز" “business as usual” وهي عبارة تعني في هذا السياق "الحياة مستمرة" وبترجمة حرة "إلحسو طيزي نحنا مش خايفين"...

خطرت هذه الصورة وهذا السياق على بالي وأنا أراقب مواقف الانظمة العربية بخصوص غزة وبالأخص هؤلاء الذين ارادوا مناقشة "موضوع غزة" على هامش قمة كويت الاقتصادية.

وخطرا على بالي عندما قاطع الريس قمة غزة الطارئة لان "النصاب لم يكتمل"....

وخطرا على بالي لما سمعت تصريحات ابو كندرة الذي يبيع الباطون للمستوطنات وابو شخة الي يؤمن بالاقتصاد كاساس لحل المشكلات وابو ضراط عالبلاط الي بدير المفاوضات....

وخطرت على بالي مؤخرا إزاء سباق "إعمار غزة" ومن سينفذ هذا الاعمار ويقرر في ميزانيته...

عندها خطر على بالي انه نحن العرب والفلسطينيين نقول ايضا "business as usual" وهذه العبارة ليست حكرا على أحد.

قالتها غزة والمقاومة وحلفائها منذ بدء البليتز الاسرائيلي الهمجي والجبان على شعب أعزل....

وقالتها ايضا سلطة ما شا لله ودولة البقشيش وفخامة حامي الحرمتين ومن لف لفهم لكن بفرق بسيط في النص...

غزة قالت Business as usual

وهم أضافوا نقطة لتصبح Business. As usual

تجارة. كالعادة.

الثلاثاء، 24 مارس 2009

لكم بالمرصاد في قاع المرحاض


في الصباح الباكر وبعد أن استجبت كعادتي لنداء الطبيعة, وقفت لالبس البوكسر ومددت يدي لاضغط على الكباس وأنزل الماء في المرحاض, لكني رأيت بزاوية عيني الحادة وفي اللحظة الاخيرة شكلا ما يبدو لي مألوفا وذو معنى في قاع المرحاض, فاقتربت من المرحاض وامعنت النظر في محتوياته وكان ان رأيت هناك شيئا مؤثرا جدا جدا جدا...رأيت بعض القطع من الخرا وقد بان عليها بوضوح إسم "موقع بانيت PANET"...فقمت بتوثيق هذا الحدث الجلل عبر تصويره بألة تصوير تدعي في الغرب الاثم ب"الكاميرا" التي ما هي الا تحريف للإسم العربي (كم يا ترى) واتصلت فورا بموقع بانيت فطالعني صوت أنثوي أخاذ ذو سحر نفاذ همس في أذني قائلا:

الصوت الانثوي الساحر(كما يلي وللاختصار ص.ا.س.): موقع بانيت مرحبا
زفت: يا ميت مرحبا
ص.ا.س.: كيف بقدر أساعدك عمو؟
زفت: بلاش هاي عمو....يتكبرني
صاس: هيهيهي...طب ايش أناديك لكان؟!!!
زفت: طانط
صاس: هيهيهيهي....كيف بقدر أساعدك طانط؟
زفت: عندي خبر مؤثر جدا...
صاس: بأنو مجال؟
زفت: ما وراء الطبيعة
صاس: بشوو؟
زفت: المجال الميتافيزي
صاس: إحترم نفسك انا بنت ناس....
زفت: يا عمي انت فهمتي غلط...لقيت اليوم اعجوبة؟
صاس: شو الاعجوبة؟
زفت: لقيت لفظ مهم في مكان غريب
صاس: عن جد؟ خليني أحولك على قسم المعجزات والعجائب...خليك معي طانط...

بعد هنيهة:

- ألو…مين معي ؟ قال صوت واضح وصارم (كما يلي وللاختصار صوص)
زفت: معك مواطن من الدرجة الثالثة
صوص: مش فاضي لربك أنا…شو بدك
زفت: كنت شاهد لمعجزة
صوص: اين حصلت المعجزة
زفت: بتقدر تقول في مكان خاص
صوص: شو علاقتك بالمكان…انت المالك
زفت: بتقدر تقول انا المحرر
صوص: قلي بسرعة شو لاقيت
زفت: لقيت لفظ الجلالة على ورق A4
صوص: عن جد؟
زفت: اهه والدليل الصورة الي صورتها..
صوص: اسمسها للعنوان التالي …..



بعد هنيهة

معك المالك والمحرر المسئول ...قال صوت رنان موسيقي أشم يتدلع (كما يلي وللاختصار ص.ر.م.ا.ي.)
زفت: شفت المعجزة الي بعتلك ياها
ص.ر.م.ا.ي.: ايوا....بس تأخذنيش شو الدليل انو مش انت كتبتها
زفت: برافو عليك صحيح انك صحفي بارع
صرماي: خبرة 30 سنة في الصحافة الحرة
زفت: المزبوط اضطررت أكذب عشان اوصلك واورجيك المعجزة الحقيقية
صرماي: شو هي؟
زفت: لقيت أسم "بانيت" على شقفة خرا
صرماي: ورجيني ...أسمسها للعنوان التالي...


بعد هنيهة

صرماي: فعلا إسم بانيت واضح عا شقفة الخرا
زفت: اديش بتدفعو عشان الصورة؟
صرماي: ورجيتها لحدا تاني؟
زفت: إلكو الاولوية بما انكو أصحاب الشأن

بعد نصف ساعة كنت جالسا في مكتب المحرر أتناول مغلفا يحتوي على مبلغ لا يستهان به من النقود...هممت بالقيام والذهاب لكن المحرر بادرني بالسؤال:

صرماي: بشرفك مش مزورة؟ انت قبضت وحلال عليك بس يبناتنا مش مزورة
زفت: صدقني مش مزورة...وبعدين الشغلة منطقية كتير
صرماي: فسرلي
زفت: يا سيدي العزيز شوف:

مبارح طلعت عالمخبز لقيت الارغفة الي نشرتو عنها

اسم ’محمد وعلي’ على رغيف خبز في شفاعمرو
من حسين الشاعر مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما






صور وصلت لبانيت لمنظر ’عين’ على رغيف خبز
موقع بانيت وصحيفة بانوراما




بعدين رحت عالشغل لقيت ال BOSS شاري السمكة الي نشرتو عنها

صور سمكة مكتوب عليها ’الله’ و ’محمد’
موقع بانيت وصحيفة بانوراما
02/02/2009 13:45:04





سألتو ليش قلي رح يشتري كمان الاسد الي نشرتو عنو

مؤثر جدا جدا جدا , اسد ولبؤة ينطقان اسم ’الله’
موقع بانيت وصحيفة بانوراما






رحت خفت كتير وركضت خارج المكتب حتى تعبت وارتكيت عا شجرة الزيتون...طلعت الشجرة الي نشرتو عنها...

لفظ الجلالة ’الله’ على شجرة زيتون في المغار
موقع بانيت وصحيفة بانوراما
25/01/2009 15:57:49




صابني هلع وفزع وشوية وجع رجعت عالبيت قالولي كول عسل ...فتحت المطربان لقيت جوا العسل الي نشرتو عنو..

لفظ الجلالة ’الله’ على برواز عسل في طولكرم
موقع بانيت وصحيفة بانوراما




وهيك فقت تاني يوم الصبح وصار الي صار....يلا باي

صرماي: عا وين رايح مستعجل؟

زفت: رايح اقرأ المقالات إلي بتنشروها....
ميت أعرف شو رح بطلع معي بكرا في قاع المرحاض بعد ما اقراها

الاثنين، 16 مارس 2009

المغامرة رقم 2 - براعة القائد في مهرجان القصائد



بينما كان الرائد نطاح المطايزة يعاين قائمة المأكولات المتسخة بالغبار والشحبار في أحد مطاعم رام الله الشعبية, وقبل أن يقرر ماذا يريد أن يأكل, وضع الصبي النادل صحنا بلاستيكيا متئاكلا في داخله باجيت شاورما ملفوف بورق أبيض, كانت طحينة رمادية ولزجة تسيل منه ببطء وتحتل حيزا أوسع وأوسع من الصحن..

رفع نطاح رأسه عن القائمة وأستقرت عيناه بفضول على وجه الصبي الذي نظر اليه بدوره وابتسم, ثم غمزه وعاد أدراجه الى المطبخ ليتابع عمله.

عقب هذا التطور المفاجيء بدأت الافكار تتسارع في ذهن نطاح. هل يمكن ان الادارة بدأت تتبع أسلوبا جديدا في الاتصال مع ظباط العمليات الخاصة عبر رسائل سرية كما شاهد في فيلم "مهمة مستحيلة" مؤخرا. لا بد ان يكون الامر كذلك خاصة في الاوضاع الراهنة....لكنهم لم يخبروه بتغيير الاجراءات والاهم من ذلك هو على موعد مع العقيد جواد المسمار في هذا المطعم للاطلاع على تفاصيل المهمة القادمة...

من جهة اخرى لماذا يخبروه وهم يفترضون انه سيستوعب الامر دون بلاغ مسبق...أليس من صفات رجل الامن الموهوب الارتجال واتخاذ قرارات مفصلية وفقا لتطورات قد تحدث دون أي سابق إنذار...

إذن فالعقيد جواد المسمار يمتحن قدرته على التأقلم والارتجال رغم انه اثبت قدرته وبراعته عشرات المرات..."لكن لا بأس" قال لنفسه " لنرى ما هي المهمة الجديدة"...

مزق نطاح الورق من على الباجيت بسرعة ثم فتحه ورفعه الى أعلى محاولا سبر داخله والعثور على ورقة او على تسجيل الكتروني يدمر نفسه تلقائيا بعد 30 ثانية من سماعه, لكنه لم يجد شيئا فبدأ في نبش محتويات الباجيت بأصابعه التي أتسخت كلها بالشاوارما والسلطة والطحينة وعندما لم يجد شيئا ايضا بدأ يقلق ولم يجد مناصا من افراغ محتويات الباجيت على الطاولة بسرعة محاولا منع نفسه من التفكير "هناك من سرق الرسالة....لا بد انه الصبي...انها مؤامرة..مؤام.."



"شو عم تعمل يا حيوان؟... " قاطع صوت مألوف غاضب حبل أفكار نطاح فرفع رأسه واذ بالعقيد جواد وافقا ينظر اليه بدهشة وغضب وبجانبه الصبي الذي أحضر الباجيت...

قفز نطاح من مكانه صارخا " حاضر سيدي" رافعا يده بالتحية العسكرية

إحمر وجه العقيد المسمار " ولك نزل ايدك شو عم تعمل يا حيوان فضحتنا..." ثم خفض صوته "قلتلك هاي مهمة سرية...عشان هيك جينا هون...ليش عم بتعبص بالباجيت كنت؟"

"مهو الولد هاد جابلي الباجيت وأنا مكنتش طالب لسه"

كظم العقيد غيظه " ومخطرش ببالك يا بغل انو انا شريت الباجيت وبعثتو للطاولة قبل ما اجي"

أطرق نطاح نظره ثم قال "ما كنش لازم تغلب حالك سيادة العقيد...يسلمو ايديك"

"شريتو إلي مش إلك يا حمار...دغري بتشوف أكل بتصير بدك توكلو...الله يسد نفسك يا شيخ مع انو بشك انو بقدر ...خلاصته خلينا نحكي بالشغل" ثم أومأ الى الفتى ان ينظف الطاولة ففعل وهو يكافح نوبة من الضحك ثم أنصرف.

بعد انصراف الفتى جلس العقيد على الطاولة ونظر في عيني نطاح مباشرة ثم قال ببطء وهو يضغط على الاحرف ليبدو ما يقوله أكثر أهمية:

"بتعرف قصائد؟"

قرب نطاح رأسه ونظر يمنة ويسرة ثم قال بصوت منخفض :

"مين هاي قصائد ومن وين؟ بجيبلك خبرها سيدي ولا يهمك"

"الله يوخدك" قال العقيد ووجهه أخذ في الاحتقان "قصائد شعر يا بجم....شعر...أشعار...قصائد جمع قصيدة"

"اه طبعا قصدك قصائد شعرية....بعرف كام قصيدة زي "حنا زغير"..."يلا تنام ريما"...."

"حنا صغير ويلا تنام ريما؟؟!!! ناقص تقولي "ماما زمانها جاية"....ما علينا... لازم تتعلم قصائد عربية خلال 30 يوم للمهمة القادمة...خلال 30 يوم بدي ياك تصير موسوعة أدب عربي وبالاخص شعر..."

"شو علاقة الشعر بالمهمة؟" سأل نطاح بذهول

قال العقيد بصوت عميق "سمعت مرة بحميم المخروطي؟"

"هدا الي ربح ال ستار أكاديمي؟"

"مالك نطاح اليوم؟ كأنك تركت عقلك في البيت وأجيتني هون عشان تفرسني؟ شو ستار أكاديمي هاي؟ حليم المخروطي هو الي ربح برنامج "شاعر من غير مشاعر"...عرفت مين؟

"المزبوط بتابعش هيك برامج"

" مش مهم...هذا حميم المخروطي رح يجي لهون بعد 30 يوم علشان يشارك في مهرجان القصيدة الاول في فلسطين....نحنا منشك انو عميل لجهة أجنبية وانو رح يستغل فرصة مهرجان القصائد علشان يعمل اتصال مع جهات هون ...مهمتك هي الاقتراب منه وخلق صداقة متينة معه تسمح لك بمراقبته 24 ساعة ومعرفة الجهات التي قد تتصل به اثناء تواجده هنا...هاي المهمة حساسة جدا وتحتاج الى مهارات أخرى غير الي بتستعملها عادة...بدها عضلات مخ...بتقدر عليها نطاح ولا اعطيها لحدا تاني؟..."

"ولو سيادة العقيد....نحن لها"

"ماشي...وحدة البحث حضرتلك ملف مع كافة التفاصيل الشخصية عن حميم الي رح تساعدك في انشاء صداقة معه...أطباعه, معتقداته, ذوقه في النسوان وفي الاكل وفي الشعر الخ الخ....أدرسه منيح وأستعد...بنصحك تستعين بمدرس أدب وأشعار لهاي المهمة...هاي مهمة مختلفة..مهمة تحتاج براعة مختلفة...علشان هيك قررنا نسمي هذا الملف: "براعة القائد في مهرجان القصائد"...سلامات"






قال العقيد المسمار كلماته هذه ونهض عن الطاولة واستدار بعنفوان فتطاير معطفه الشتائي وتمايل في الهواء ساحبا معه من فوق الطاولات بعض قطع الخيار والطماطم وبعض الطحينة...

"لازم أشتري هيك جاكيت..." قال نطاح وهو ينظر نظرة اعجاب شديد الى العقيد الذي غاب في الزحام خارج المطعم..

فتح نطاح الملف ونظر الى الصور الشخصية لحميم, ثم رفع هاتفه النقال واتصل بفايز ابو خشبة أحد اعضاء طاقمه وقال له " فايز...وينك؟ بدي ياك تيجي عالمكتب علشان تقرألي ملف...هلأ هلأ فورا...صحيح قولي فايز...كيف انت والشعر؟...عن جد؟!!!...خلص فايز فايز مقلتلكش تطرشني تلقي علي قصيدة.. سألتك اذا بتعرف...بتعرف ؟.. ممتاز لكان...تعال عالمكتب فورا..."

ما أن أطمئن الى وجود من يساعده في هذه المهمة, حتى تنفس نطاح الصعداء, ثم قام عن الطاولة وذهب الى اتجاه المخرج لكنه انعطف الى المطبخ في طريقه حيث وجد الصبي هناك, فلكمه في بطنه ثم انهال عليه ببعض الركلات بعد ان وقع على الارض.

بعد ان انتهى من تأديب الصبي أصلح نطاح هندامه ووضع الملف تحت أبطه ثم خرج الى الشارع وبدأ في المشي مسرعا الى المكتب محاولا تذكر بعض الابيات التي تعلمها في الماضي...

كيف كانت بداية القصيدة...اهه تذكر:

"مكركر مفرور مقبل دبور معا...... فما الحب الا للحبيب الاول"


لا بأس قال في نفسه...ليس الامل مفقودا تماما إذن

وأسرع من خطواته مدركا ان عامل الوقت يلعب دورا مهما في هذه المهمة

بل دورا حاسما




* * *

" تم الجزء الاول"

قريبا: الجزء الثاني - النية الخافية وراء نظم القافية

الأربعاء، 11 مارس 2009

مغامرة رقم 1 – شرارة في دوار المنارة



كل التقارير الاستخباراتية التي توقعت إشتعال مظاهر الاحتجاج في الضفة الغربية عقب العدوان على غزة أشارت الى دوار المنارة, القلب النابض لمدينة رام الله, كالمكان المتوقع لحدوث الشرارة التي قد تشعل الاوضاع. بناء عليه وبعد أجتماع "عصف ذهني " مطول للخبراء من مختلف الاذرع الامنية وبعد تخبطات عديدة وتفعيل القدرات الابداعية للمشتركين في الاجتماع, تم الاتفاق على اسم مبتكر ومناسب للعملية التي ستواجه هذا الخطر الداهم على أمن وسلامة الجمهور: عملية "شرارة في دوار المنارة".



وقد أجمع المجتمعون أن هناك رجلا واحدا فقط يستطيع القيام بهذه المهمة الجسيمة والخطرة....

الرائد نطاح المطايزة

********************************************


في ذلك اليوم الغائم وبينما كان الناس في رام الله يقبعون امام التلفاز يتابعون أخر أخبار العدوان على غزة, كانت ثلة من أهم رجال الأمن الفلسطينيين منتشرة في دوار المنارة بشكل قد يبدو لاول وهلة عشوائيا, لكنه كان في حقيقة الامر وفقا لترتيب دقيق خططت له وحدة منع أعمال الشغب في وزارة الامن الداخلي غير المقالة...

كان اعضاء القوة مزودين بأجهزة إتصال متطورة هي عبارة عن سماعة في الاذن وميكروفون صغير في كم القميص...وكان على أعضاء القوة تقديم تقرير كل 5 دقائق عن التطورات في الموقع...

فهمي المنشار: من عين 1 الى مخ 1....ما بدكم توكلو؟ خورت جوع


سعيد المفك: من عين 2 الى عين 1...يا زلمة مبتشبعش؟ قبل شوي اكلنا شوارما


فهمي: من عين 1 لعين 2 ...ياخي جوعان انا شو أعملك...


أبو العبد: من عين 3 لأول عينتين...بلاش نقاشات فردية وركزوا بالمهمة


فهمي: أبو العبد عيرنا سكوتك بشرفك...لسه قبل شوي تركت موقعك ورحت ع "عميد الشاورما" وأنا شفتك بعيني


أبو العبد: من عين 3 لعين 1...كذاب بنص عينك...أنا بحياتي ما تركت موقع وأكيد مش عشان رغيف شاورما


فهمي: لا والله انت الكذاب ابو العبد... وانا في تقريري رح اذكر هذا التخاذل في اداء مهمتك


أبو العبد: متخاذل؟ ولك أنا متخاذل يا حيوان...ولك بتستحيش..أنا بربيك

سعيد المفك: من عين 2 لفهمي وأبو العبد...استهدوا بالله يا جماعة

سعيد المفك: من عين 2 لمخ 1 ...الحق سيادة الرائد هدول الاتنين داقين ببعض في نص الدوار

سعيد المفك: نطاح...ولك نطاح وينك؟

في منتصف الدوار اشتعلت معركة حامية الوطيس بين المنشار وابو العبد بينما حاول سعيد المفك وزكريا الشاكوش وفايز ابو خشبة فض الصراع الذي تجمهر الناس حوله.

في تلك الاثناء كان الرائد المطايزة عائدا من دوار الساعة بعدما يأس من ملاحقة فتاة أجنبية ذات حسن كان من سوء حظها أن سألته عن مقهى "الكت كات" فظن انها أضاعت قطتها, فأحتار كيف يطمئنها انه سيساعدها لكن ذكاءه اللامع أوحى اليه فنظر اليها مباشرة ثم قال بصوت عال: "مياوووو " ثم أشار بيده ان تلحقه واستدار ليمشي لكنها لم تتبعه بل بدأت تمشي بسرعة في الاتجاه المعاكس, فما كان من نطاح الشهم الا ان لحقها في الشارع مناديا "ميياااااوووو" بين البرهة والاخرى وهو مندهش لردة فعلها...الى ان تذكر حين وصل الى دوار الساعة انه في مهمة رسمية وانه لا يملك وقتا لناكرة الجميل تلك..

في طريق العودة انتبه نطاح ان سماعته - التي وقعت من اذنه اثناء ملاحقته للفتاة - تصدر اصواتا عالية مشوشة, فأعاد وضعها في اذنه ولكن يا لهول ما سمع من شتائم والفاظ نابية يتبادلها أعضاء القوة فأدرك الموقف...
كان على نطاح الان ان يتحرك بسرعة فلقد كانت أمانته وقدرته على تنفيذ المهام وبالتالي مستقبله المهني على المحك, لكنه حافظ على رباطة جأشه وهدوء أعصابه, وأمعن في التفكير الى ان وصل الى حل مناسب...

وعندما يصل نطاح الى حل يكون التنفيذ مجرد مسألة وقت...

رفع نطاح تلفونه ثم اتصل بقائد قوات التدخل السريع التي كانت متأهبة في مكان قريب وقال له: "قم بهجوم فوري وعنيف على المتشاجرين في المنارة واعتقلهم جميعا مع عدد من المتفرجين القريبين من دائرة الشجار"

رد قائد القوة : " لكن سيادة الرائد هؤلاء المتشاجرون من قوات الامن ولا..."

قاطعه نطاح: "إفعل ما قلته لك فورا...أريد ان يكون التدخل عنيفا قدر الامكان وخاصة ضد المتشاجرين وزملائهم من اعضاء القوة"


نفذ قوات التدخل السريع الاوامر بحذافيرها وكانت النتيجة بعض الكسور والرضوض التي أصابت أعضاء القوة والتي نقلوا على اثرها لمستشفى رام الله الحكومي حيث قبعوا تحت العلاج متأكدين من فصلهم عن عملهم بعد تماثلهم للشفاء خاصة بعد أن قرأوا في جريدة القدس والايام ان قوات الامن الفلسطينية قامت بتفريق بعض التظاهرات المخلة للنظام بيد من حديد.



ووصل خجلهم وخوفهم ذروته حين لمحوا قائدهم المحبوب نطاح يدلف بهدوء الى غرفتهم وهو يحمل ملفاتهم ويقف بهدوء أمام أسرتهم ثم ينظر في أعينهم مباشرة...ثم يقول ببطء: مبروك...

لم تتناسب الكلمة التي قالها مع الموقف فبدأ ابو العبد بالبكاء لانه ظن ان نطاح يسخر منه ويبارك له بالاقالة وقال باكيا: من وين اطعم ولادي...الله يلعنك يا حماس يا سبب المصايب...الله ريتك تموت يا هنية

نظر اليه نطاح مستغربا: مالو انهبل هاد؟....بقولكو مبروك...في ترقية لكامل اعضاء القوة ودرع تقدير من وزير الداخلية نفسه

نظر اليه الجميع مستغربين وكان الشاكوش أول من سأل: تقدير على شو؟

ابتسم نطاح ورمى لابو فايز الخشبة بورقة ثم أومأ له ان يقرأها ففعل الاخير:

"تقرير قائد قوات حفظ النظام في وزارة الامن الداخلي بخصوص عملية "شرارة في دوار المنارة" الى سيادة الوزير,

بعد ثلاثة ايام من الترقب دون حدوث أي أعمال شغب في دوار المنارة, قرر قائد القوة الرائد المطايزة تنفيذ عملية وقائية مانعة تمثلت في افتعال شجار بين اعضاء القوة في الدوار ومن ثم اصدار الاوامر الى قوات التدخل السريع بقمع هذا الحدث واستعمال القوة المفرطة للايحاء للجمهور العريض بالعواقب الوخيمة التي ستحدث لمن يقوم بأي عمل مخل للنظام ايا كان.

وقد اتفق اعضاء القوة على أهمية اقتناع الجمهور ب"واقعية" الحدث وبرهنوا على مدى اخلاصهم وتفانيهم عبر التطوع بتعريض اجسادهم لضربات قوات التدخل السريع منعا لاي اصابات غير ضرورية بين صفوف الجمهور.

تشير التقارير الاستخبارية ان هذه العملية الوقائية قد أضعفت بشكل ملحوظ جاهزية عوامل وأطر للقيام بأعمال مخلة للنظام خاصة في اوساط مؤسسات غير حكومية وما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني.

ازاء هذه القدوة الحسنة التي ابداها اعضاء القوة وقائدها الفذ نوصي بترقية اعضاء القوة ومكافأتهم وفقا لما يرتأيه سيادة الوزير مناسبا ...
تحية الوطن والامن
العقيد جواد المسمار "


لم يستطع اعضاء القوة منع انفسهم من النظر بإعجاب الى قائدهم العبقري الذي بوركت فلسطين بأمثاله بينما نظر نطاح اليهم وقال جملة مأثورة رنت في اذانهم:

" اسهل شرارة تطفيها...هي الشرارة الي انت بتولعها"

ثم غمز بعينه واقترب من نافذة الغرفة ناظرا الى احياء رام الله التي كانت ممتدة أمام عينيه...

وفي متناول قبضته تماما





** تمت **

قريبا

المغامرة رقم 2: "براعة القائد في مهرجان القصائد"

الاثنين، 9 مارس 2009

لميرا ملجأ في .....الي بتخشب



تعقيبا على نشر عضو مجلس إدارة المدونة السيد مستقل فكريا لاغنية ميرا ونيني الهابطة (على حد تعبير مستقل فكريا).....


نعلن عن السيدة ميرا عوض كعدوة شخصية لهذه المدونة

**********

في لقاء مع مجلة ليدي السيدة عوض تعقب على الانتقادات التي وجهت لها بسبب هذه الاغنية الهابطة:

" وطني حقيبتي ...وحقيبتي وطن" !!!!!!!!!!!!

ردا على هذا التعقيب نحن نعقب:

شوفي يا ميرا المشكلة مش هون المشكلة كالتالي

"الطيز بتخشب بس الخشبة بتطيزش"

لو انها الخشبة بتطيز كان بكون وضعنا أحسن بكتير

بتتخيليش أديش بكتير

بكتييييير

الخميس، 5 مارس 2009

يلا عشانكم ولاد شاطرين - تدلعو

استطيع أن اتكلم وأكتب ساعات عن الجيتارة وعن باكو دي لوسيا

لكن ليس هناك حاجة لذلك









هنا كونشيرتو دي ارانخويز..عزف حر منفرد






صح؟


الأحد، 1 مارس 2009

نطاح المطايزة - بطاقة تعريف





كل شعب يمر في أزمة أو يقبع تحت الظلم يحتاج الى بطل يسطر رواية شعبه بأحرف من ذهب في كتاب التاريخ ويكون قدوة ومثالا يحتذي به أبناء وبنات عصره ويتشبثون بأفعاله المشرفة وصموده حتى ينقشع الضباب ويبان النور ساطعا في اخر النفق.

يكبر الاطفال على سيرة هذا البطل, ويرد لفظ إسمه دائما في اوقات الضيم, خافتا على لسان من يذكرونه بينهم وبين نفسهم ليستمدوا القوة والثبات, وعاليا – عندما تحين اللحظة التاريخية – عاليا في حناجر الجماهير التي تغمر الشوارع كي تقول لا للظلم...لا للإستبداد...لا للإحتلال

ويبقى طيفه يرفرف دائما مع العلم وفي جوارح الامة بعد تحقيق النصر...

هكذا كان مع وليام والاس أسكتلندا....
هكذا كان مع جان دارك فرنسا...
جميلة بو حيرد الجزائر...
عمر مختار ليبيا...
وأدهم صبري (رجل المستحيل) مصر...

وفلسطين ليست أقل من غيرها

ففي هذا الظرف الفلسطيني التاريخي الحالك هي لم تعدم أبنها البار وبطلها المغوار

هو هنا يعيش ويعمل بيننا بينما تكتب هذه السطور

يعمل في الخفاء وفي الجهر أحيانا

رجل صقلته التجربة فشع معدنه الكريم والاصيل

رجل المهام الصعبة

رجل نادر في زمان غادر

رجل السلطة الفلسطينية الاول


المطايزة...

نطاح المطايزة







نطاح المطايزة – سيرة ذاتية:


نطاح جونا تان أحمد المطايزة رجل أمن فلسطيني لامع برتبة رائد رغم انه لم يكمل الخامسة والعشرين من عمره بعد.

ترعرع في أحدى عصابات الزعران في احدى مدن الضفة الغربية, وعرف عنه ميله الشديد للعنف والشجار منذ نعومة أظفاره ومثابرته على التحرش بالفتيات في الحيز العام حتى وقوع الحادثة الشهيرة التي سئمت فيها فتاة من ألفاظه فحشت شمسيتها في مكان ما لا نستطيع ذكره خوفا من خدش الحياء العام*.


في جيل السادسة عشرة وبعد ان لم يستطع جمع قوته من أي مهنة, انخرط في أحد اجهزة الامن كمساعد محقق وكانت وظيفته تعذيب المعتقلين من الفلسطينيين كانوا خصوما سياسيين او شخصيين لرؤسائه, وسطع نجمه عاليا بعدما مات العديد من المعتقلين تحت اجراءات "التحقيق" التي نفذها.

استطاع في سنوات قليلة ان يحصل على عدة ترقيات في رتبته كما حصل على أوسمة ودروع عديدة عقب الايادي البيضاء التي اسداها للحفاظ على أمن الدولة الفلسطينية.

نطاح المطايزة هو, بإعتراف خصومه (ومنهم رجال المخابرات الاسرائيلية) قبل أصدقائه, نابغة في المنظومات الأمنية وخاصة محاربة الارهاب الداخلي, إذ انه يمتلك كامل الصفات التي تؤهله ان يؤدي المهام التي تناط اليه على أكمل وجه...

الصبر والتروي الذين اكتسبهما في صغره بعد انتظار ساعات دون عمل خارج مدارس الفتيات...
تياسة البغل التي تسمح له أن ينفذ أوامره وينجز المهمة مهما حصل...
بلادة الجحش مما يحمي شخصه من أية انتقادات أو مسائلة...
إخلاص بلا حدود اتجاه من يؤمن له معيشته...
سادية لا ترحم خاصة تجاه خصوم اسياده...

أمي لا يفك الحرف, حاصل على شهادة التوجيهي بأمتياز جزاء أمانته في اداء عمله, ومرشح حاليا للحصول على شهادة الماجستير في موضوع القانون الدستوري من احدى الجامعات الفلسطينية, بتمويل من السلطة.

لقد أجمع الكل انه من غير المعقول أن تنشأ مثل هذه الشخصية الفذة إلا في بيئة سياسية وإجتماعية مريضة ومشوهة,

ولقد نشأت حقا...

رجل أمن مرهوب

بلطجي موهوب

كائن لم تعرفه الشعوب الرازحة تحت الاحتلال من قبل,


نتاج أوسلو المباشر


انه نمرود فلسطين المتجبر

انه...

نطاح المطايزة

*********************************************


* ينفي نطاح الرواية السائدة لهذه الواقعة بشدة ويدعي ان الفتاة اعطته الشمسية, فارتكأ عليها فزلت قدمه وحصلت الاصابة المؤسفة في المكان المؤسف.



** قريبا: المغامرة رقم 1: شرارة في دوار المنارة


الأربعاء، 25 فبراير 2009

شعري شعيرا



مدماك من الروح معلق
يحاور حجر الزاوية
ما بين الخطيئة والثواب

هارب في وحشة الليل لا اقلق
فبوصلة الحدس السرمدية
تشير الى أفق السراب

الدمع في مآقي العين ترقرق
إذ تذكر سنة الفناء الابدية
وأبصر سفن الموتى تشق العباب

ايها الوجد الغارس في الوجدان ترفق
لا تتعب الروح بأسئلة وجودية
فما وراء الباب إلا باب


أنا مش فاهم إشي من اللي كتبته فوق بس واضح ان لدي موهبة بكتابة الشعر الما بعد ما بعد حداثي وأكيد في شي مجلة طلائعية بشي محل بتقبل تنشرلي خاصة اذا تبنيت اسما شاعريا ما بعد حداثيا اكلكتيا (الي بعرف شو اكلكتيا ينورني) على شاكلة أدونيس.

لذا ساطرح الان بعض الاختيارات التي تمخض (مقرفة هاي تمخض) عنها بحثي وأطلب من القراء ابداء رأيهم ويحق لهم اقتراح أسماء أخرى, ولتشجيعهم يتعهد صاحب هذه المدونة ان يدفع لمن يتم تبني إقتراحه 10% من أي إيرادات مستقبلية تحققها دواوين شعرية سأنشرها تحت الاسم الذي اقترحه.


كاتغوريا 1 - أسماء مستوحاة من الميثولوجيا اليونانية:



أفلوبيس - كالوميس - أتروبيس - أتروبين -اوتريفين - أكرومايسين - مترابان - سينان




كاتغوريا 2 - أسماء مستوحاة من لغات أجنبية:



بلاخوف (روسي) - سيبوماسكوليه (فرنسي)


كاتغوريا 3 - أسماء مستوحاة من الترمينولوجيا الخليجية:


الولهان - رعشة حرف - دعيمس - ريال الكلمة - فارس القوافي - راعي السطور - نفط الروح - فايض التعبير - رمشة جفن





كاتغوريا 4 - أسماء مستوحاة من البوست مودرنيزم والبوست كولونياليزم وكل ما ينتهي بال ism ولا يقل عن 8 أحرف:



مجاز - لا بنيوي - لا شاعر - المفكفك - ميتانصي - ميتافيزي - ميتاطيزي - ميتا حبيبي ميتا - ميت حي - جمر بارد - أحدب القصيدة - ناثر النثر - ذكر انثوي






*** على من يريد تقديم أي اقتراحات ارفاق حوالة نقدية قيمتها عشر من الشواقل - المبلغ المدفوع غير مسترد.

السبت، 21 فبراير 2009

العمى





كلما علا صوت ضد فلسطينيي الداخل (وهم في طريقهم الى الخارج كما يبدو) تجد منهم من ينكمش على نفسه ويبدأ بانكار هويته أمام اولاد عمنا بل وذاته وحتى اسمه فيصبح ابراهيم افي, والياس ايلي, ومحمود مودي, واحمد ميدو وعبدلله ايتسيك وزينب موران. أما زين فيغير اسمه لاسباب مفهومة لا نلومه عليها (زاين بالعبرية هو العضو الذكري – الحمامة بلا مؤاخذة, مش حمامة السلام بس).


.
في الظروف الحالية وخاصة بعد هجمة ليبرمان وغيره كثرت الحوادث التي أكتشف فيها هؤلاء فوائد ما بعد الحداثة والكوسموبوليتية وبالذات سقوط الفوارق الاثنية, والذي يترجم في اعتقادهم بصعوبة التمييز بين اليهود وبينهم من حيث المظهر والتمكن من اللغة العبرية ولفظها وبالاخص تقليدهم المتقن للهجة اليهود الغربيين التي تتميز بلفظ الراء والعين كحرف "غ".

خلال الاسبوع الفائت حصلت معي حادثتين من النوع أعلاه:

حادثة رقم 1:


أبو الخير: تعرف زفت...

زفت: لا بعرفش...

أبو الخير: عن جد هلأ...امبارح كنت أحكي مع واحد يهودي بالدورة وبس مبارح عرف اني عربي...مع انو صارلنا شهرين قاعدين جنب بعض

زفت: غريبة

ابو الخير: بتصدق ولا واحد بالصف مصدق اني عربي؟

زفت: العمى...طب بعرفوش إسمك؟..أبو الخير..يعني شو اوضح من هيك

ابو الخير: مهو انا بقولهمش اسمي ابو الخير

زفت: لكان شو بتقلهم دخلك؟

ابو الخير: مرات "ابي" ومرات ابو الخيغ...

زفت: ابو الخيغ؟!!!!؟؟!!!

ابو الخير: بتعرف..عشان هيك بلفظو الراء

زفت: طب غوح يلعن غبك عغص





حادثة رقم 2:



غسان: بتعرف زفت...هديك المرة وصلت طلبية لمستشفي العيون..قعدت بالمستشفى استنى الزبون

زفت: ايوا

غسان: ولا جاي واحد روسي صار يحكيني بالروسي ومصدقش انو انا عربي

نظرت الى غسان مطولا

غسان: وقعدت احلفله اني عربي..وهو يقول ولا يمكن

نظرت الى بشرته السمراء وشنبه الاسود وصلعته..شبه انور السادات

غسان: وصار يحلف بولاده انو منظري بس روسي

نظرت الى ملامحه التي تصرخ "سجل انا عربي" فلم اتمالك نفسي وسألته:

وين قابلته قلتلي؟

غسان: في مستشفى العيون

زفت: أكيد كان أعمى

الخميس، 19 فبراير 2009

موقف




رغم الظروف الصعبة التي أمر فيها حاليا



والاسئلة الفلسفية والكونية التي تواجهني



ورغم أن كل شيء يبدو الان متشحا بالسواد بل بالخرا



أريد أن أقول بصوت قوي وواضح لا يترك مجالا للشك





............ " طز "

.................. " طزين "

......................... " تلاتة "

وتأكيدا على ما ورد أعلاه نورد الكليب أدناه:








هامش:

أنا بقول خلو المعبر مسكر