الثلاثاء، 27 يناير 2015

صديقي فؤاد


لا شيء يستطيع أن يعيد لحظة رونق العشب وبهاء الزهرة
ومع ذلك، فلن نحزن
بل سنجد القوة فيما يتبقى"






فؤاد عازر

1973 - 2008


اريد ان اقول لك, انك ما زلت حاضرا في ذاكرتي, واني لا زلت اشتاق لاحاديثنا عن الحياة والكتب والموسيقى, ولضحكتك الخاصة.


اجمل ما في صداقتنا كان الصدق والحميمية رغم قلة لقائاتنا بسبب المرض اللعين, وكأن نوثق مسار حياتنا ونكشف عن خبايانا ومراراتنا وخيبتنا وانجازاتنا, كل  منا للاخر. ما زلت اسال نفسي احيانا, ماذا سيكون رايك عني اليوم كانسان, وهل انا ما كنت اقول لك انني اريد ان اكون.

فؤاد, اصرارك على الحياة وتحقيق الذات رغم الظروف والمصاعب, ما زال يلهمني. قدرتك على التهكم والسخرية رغم الالم, والتحدي رغم كل شيء, اقنعتني انك ستنتصر رغم كل شيء. وعندما وجدت الاعضاء  المتبرعة كنت متأكدا ان هذا ختام عادل لسيناريو درب الامك, ولذا كانت الصدمة مفجعة عندما انتهت الزراعة بموتك المفاجيء. 

شهدت في جنازتك مدى حب اهل البلد التي احببتها وخدمتها, والمعزين من كل البلاد الذين اتوا لابداء احترامهم ولك ولسيرتك, وكأنهم يحتفلون بحياتك رغما عن الموت.


الموت يأخذ افضلنا مبكرا, لكن انت تركت بصمتك عميقا في كل ما حولك, ولانك, رغم مرضك المزمن, اصررت ان تكون كل لحظة من حياتك  انسانا, موسيقيا, عازفا بارعا للعود والاورغ,  مثقفا, حقوقيا  وناشطا في مجال حقوق الانسان, وطنيا, مبدعا. 


صديقا.

ما زلت اشتاق اليك, ولا احتاج لذكرى وفاة سنوية لكي اكتب عنك. لانك حاضر في وجداني دائما.

احبك فؤاد.