في ليلة ليلاء وبينما كنت أصارع الارق فيصرعني كل مرة, سمعت فيما يسمع المنبطح على سريره وشوشة تظهر ثم تختفي لتعود من جديد أكثر وضوحا, فظننت لأول وهلة ان سارقين قد اقتحما شقتي وهما الان يندبان حظهما التعس بعدما تبين لهم مدى فقري المدقع وقلة حيلتي, وهممت أن اعود الى عد الخرفان التي تقفز عن السور وقد وصل عددها قبل توقفي عن العد الى خمسة الاف وربعمائة وثمانية وثلاثون, لكن حدسا ما راودني ان هذه الوشوشة قد تكون مسلية, فقررت ان اتتبع مصدرها مقنعا نفسي أنه لا يضير الخرفان أن ترتاح قليلا.
تتبعت مصدر الصوت لكني كنت كلما أظن اني اقتربت منه أجدني تائها عنه, حتى كدت أقتنع أن شقتي مسكونة بالجن والعفاريت وانها بصدد اجتماع طارئ هذه الليلة مما جعلني أبدأ بانتعال حذائي هلعا واستعدادا لتوفير جو من الهدوء للمجتمعين الكرام , لكني – كوني مثقفا علمانيا اؤمن بالحتمية المادية - طردت هذه الافكار السخيفة من رأسي وكثفت بحثي حتى استطعت تحديد مكان مصدر الصوت وراء الأريكتين الباليتين بجانب مدخل الشقة.
اقتربت على رؤوس أصابعي حتى استطعت ان اطل برأسي فوق مسند الأريكة وهناك أنجلى لي مشهد أقنعني مرة والى الابد ان عالمنا مليء بالاسرار والعوالم الخفية. على البلاط كانت هناك مخلوقات صغيرة جدا لا يتجاوز طولها السبابة تجلس حول طاولة اجتماعات بحجم علبة السجائر أو اكبر قليلا, وكان الجالسون عليها منخرطين في نقاش عاصف كما يبدو من حركات ايديهم وتشنج أكتافهم, أو هكذا بدا لي. أمعنت النظر قليلا في تقاطيع وجوههم وهناك كانت المفاجأة الكبرى إذ كانوا جميعا يشبهون بعضهم الى حد كبير وكأنهم أبناء لأب واحد - مع فارق السنين واختلاف البنية الجسدية الواضح بين بعضهم والبعض الاخر. رغم التشابه كان واضحا ان كلا منهم كان شخصا مستقلا بحد ذاته.
ما زاد حيرتي إنني كنت متأكدا ان ملامحهم مألوفة لي تماما وانه من المحتمل جدا انني أعرف الشخص المصدر معرفة شخصية. وكنت كلما أمعنت النظر في أحدهم – وأنا ما زلت مختبئا خلف الاريكة - ينتابني شعور انني على شفا اكتشاف هوية ذاك الشخص واختراق الحاجز المعرفي الذي يحجبه عني ثم يختفي الشعور فجأة كما اتي فيزداد حنقي ولهفتي فأركز نظري من جديد على وجه أحدهم..أعرف هذا الانف....والاذنين ليستا غريبتين...من يكون؟ من تكون؟ ...وظللت حينا من الدهر في هذه الوضعية المغيظة إلى ان أسعفني الحظ فقام أحدهم حانقا كمن ركبه جن وبدأ يخبط بقبضتيه على الطاولة وفجأة وهو في قمة انفعاله قام بفعل ذلك التصرف الذي استحضر المعرفة الاكيدة كضربة مطرقة على قفصي الصدري: قام بحك بنطاله فوق المنطقة الحساسة, ثم رفع البنطال الى أعلى بكلتا يديه وهم بإكمال خطابه الحماسي .
لا شك إذن في الامر. انهم يشبهونني...أنا.
كان رد الفعل الوحيد الممكن بعد هذا الاكتشاف أن يغمى علي.
تتبعت مصدر الصوت لكني كنت كلما أظن اني اقتربت منه أجدني تائها عنه, حتى كدت أقتنع أن شقتي مسكونة بالجن والعفاريت وانها بصدد اجتماع طارئ هذه الليلة مما جعلني أبدأ بانتعال حذائي هلعا واستعدادا لتوفير جو من الهدوء للمجتمعين الكرام , لكني – كوني مثقفا علمانيا اؤمن بالحتمية المادية - طردت هذه الافكار السخيفة من رأسي وكثفت بحثي حتى استطعت تحديد مكان مصدر الصوت وراء الأريكتين الباليتين بجانب مدخل الشقة.
اقتربت على رؤوس أصابعي حتى استطعت ان اطل برأسي فوق مسند الأريكة وهناك أنجلى لي مشهد أقنعني مرة والى الابد ان عالمنا مليء بالاسرار والعوالم الخفية. على البلاط كانت هناك مخلوقات صغيرة جدا لا يتجاوز طولها السبابة تجلس حول طاولة اجتماعات بحجم علبة السجائر أو اكبر قليلا, وكان الجالسون عليها منخرطين في نقاش عاصف كما يبدو من حركات ايديهم وتشنج أكتافهم, أو هكذا بدا لي. أمعنت النظر قليلا في تقاطيع وجوههم وهناك كانت المفاجأة الكبرى إذ كانوا جميعا يشبهون بعضهم الى حد كبير وكأنهم أبناء لأب واحد - مع فارق السنين واختلاف البنية الجسدية الواضح بين بعضهم والبعض الاخر. رغم التشابه كان واضحا ان كلا منهم كان شخصا مستقلا بحد ذاته.
ما زاد حيرتي إنني كنت متأكدا ان ملامحهم مألوفة لي تماما وانه من المحتمل جدا انني أعرف الشخص المصدر معرفة شخصية. وكنت كلما أمعنت النظر في أحدهم – وأنا ما زلت مختبئا خلف الاريكة - ينتابني شعور انني على شفا اكتشاف هوية ذاك الشخص واختراق الحاجز المعرفي الذي يحجبه عني ثم يختفي الشعور فجأة كما اتي فيزداد حنقي ولهفتي فأركز نظري من جديد على وجه أحدهم..أعرف هذا الانف....والاذنين ليستا غريبتين...من يكون؟ من تكون؟ ...وظللت حينا من الدهر في هذه الوضعية المغيظة إلى ان أسعفني الحظ فقام أحدهم حانقا كمن ركبه جن وبدأ يخبط بقبضتيه على الطاولة وفجأة وهو في قمة انفعاله قام بفعل ذلك التصرف الذي استحضر المعرفة الاكيدة كضربة مطرقة على قفصي الصدري: قام بحك بنطاله فوق المنطقة الحساسة, ثم رفع البنطال الى أعلى بكلتا يديه وهم بإكمال خطابه الحماسي .
لا شك إذن في الامر. انهم يشبهونني...أنا.
كان رد الفعل الوحيد الممكن بعد هذا الاكتشاف أن يغمى علي.
* * *
تم الجزء الأول
هناك تعليق واحد:
او انه اليس عازمتك يوم الخميس على وجبة ممنوعات في بلاد العجائب!
http://www.youtube.com/watch?v=EelVBOMia2w
:) نورنا بالمزيد من أحلامك.
إرسال تعليق