الاثنين، 30 مارس 2009

Business. As usual

مهما تحدثنا عنها وكتبنا عنها لا يمكن ان نبالغ في اهمية الروح القتالية لشعب يمر في حرب او احتلال أو أي ظرف تاريخي يشكل مفترق طرق لهذا الشعب ولأجياله القادمة.

في زيارة لي لمتحف الجيش الفرنسي في باريس استوقفتني صورة التقطت في لندن اثناء "المعركة على بريطانيا" التي امطر خلالها الطيران الالماني النازي المدن البريطانية بمئات الاطنان من القنابل فيما سمي "بالبليتز BLITZ" الالماني وهو تكتيك اعتمده الجيش النازي لتدمير نفسية شعوب الدول التي يهاجمها وترتكز على فلسفة القوة الهمجية التي يسميها الامريكان اليوم " الصدمة والرعب" التي طبقوها في العراق وأفغانستان. اخضاع بريطانيا سياسيا (دون النية في احتلالها فعليا) كان سيؤدي حتما الى احتلال كل اوروبا والسيطرة عليها يشكل فعال على يد النازية.

بعد ان هاجم الطيران الالماني القواعد الجوية البريطانية بدأ في قصف المدن ومنها لندن التي قصفت لأول مرة في تاريخها, الا ان هذا القصف ادى الى تماسك المجتمع البريطاني وزيادة صموده ورغبته في القتال, الامر الذي انعكس ايجابا على الطيران البريطاني الذي قاوم بشراسة حتى اقتنع النازيون انهم لا يستطيعون تحقيق هدفهم وقرروا توجيه جهودهم الى جبهة أخرى وتركوا وراءهم عدوا شرسا كان له الفضل الكبير في هزيمة النازيين في نهاية المطاف.

سير وينستون تشرتشل رئيس الوزراء البريطاني الذي عكس في تصرفاته وتصريحاته الجاهزية القتالية للمجتمع البريطاني قال عن الطيارين البريطان الذين دحروا الهجوم النازي:

"Never was so much owed by so many to so few"
بترجمة حرفية " لم يحصل في التاريخ ان ...ان ..ان..." كيف بتترجم هاي؟ بلاش... بترجمة حرة "كل العالم لازم يبوسو كنادر الطيارين البريطان علشان هم انقذوا كل العالم".

حتى اليوم تعتبر هذه اللحظة من الصمود من أكثر اللحظات المضيئة في تاريخ بريطانيا والانسانية ويفتخر فيها أي مواطن انجليزي حتى اليوم والى الأبد.

نعود الى الصورة التي اتحدث عنها وقد التقطت لها صورتين من الكاميرا التي كانت بحوزتي...في الصورة كهل انجليزي صاحب بقالة يكتب على لوح الاعلانات امام محله بالطبشورة بينما ينظر الى ما يكتبه شرطي انجليزي وامرأة عجوز" “business as usual” وهي عبارة تعني في هذا السياق "الحياة مستمرة" وبترجمة حرة "إلحسو طيزي نحنا مش خايفين"...

خطرت هذه الصورة وهذا السياق على بالي وأنا أراقب مواقف الانظمة العربية بخصوص غزة وبالأخص هؤلاء الذين ارادوا مناقشة "موضوع غزة" على هامش قمة كويت الاقتصادية.

وخطرا على بالي عندما قاطع الريس قمة غزة الطارئة لان "النصاب لم يكتمل"....

وخطرا على بالي لما سمعت تصريحات ابو كندرة الذي يبيع الباطون للمستوطنات وابو شخة الي يؤمن بالاقتصاد كاساس لحل المشكلات وابو ضراط عالبلاط الي بدير المفاوضات....

وخطرت على بالي مؤخرا إزاء سباق "إعمار غزة" ومن سينفذ هذا الاعمار ويقرر في ميزانيته...

عندها خطر على بالي انه نحن العرب والفلسطينيين نقول ايضا "business as usual" وهذه العبارة ليست حكرا على أحد.

قالتها غزة والمقاومة وحلفائها منذ بدء البليتز الاسرائيلي الهمجي والجبان على شعب أعزل....

وقالتها ايضا سلطة ما شا لله ودولة البقشيش وفخامة حامي الحرمتين ومن لف لفهم لكن بفرق بسيط في النص...

غزة قالت Business as usual

وهم أضافوا نقطة لتصبح Business. As usual

تجارة. كالعادة.

هناك 4 تعليقات:

ثلاثاء يقول...

fucking kewl. as mostly usual.
ps. nattah will not bring any good profit anymore

زفت يقول...

as mostly usual I agree

ودمتم ذخرا للوطن

غير معرف يقول...

.

"ا"

Unknown يقول...

http://www.bokra.net/?cGF0aCUzRGFydGljbGUlMjZpZCUzRDkzNTAz

مستقبل مزهر لكل من يلحق حاله ويقرر يدخل على تجارة السلاح