ها أنذا اليوم في لحظة تاريخية أضع رجلي المصابة على الارض لأدوس عليها لاول مرة, بعد أسبوع قضيته في الفراش رافعا رجلي في الهواء كنصب تذكاري لمثلث قائم الزاوية.
كيف أصبت؟ هو سؤال لا أنوي الرد عليه حفظا لماء الوجه. ليس ماء وجهي وقد تبخر في نهايات القرن السابق وإنما ماء وجه أحد الاصدقاء الذي يعز علي ويعز علي ماء وجهه أيضا. أكتفي بالقول إني أصبت أثناء قيامي بواجبي الانساني وقد أتممته على أكمل وجه...لذا يمكن القول اني أصبت اثناء اداء خدمة إنسانية ويمكن القول أيضا "شو عملت بحالي يلعن .....". مسألة وجهة نظر.
الطبيب الحيوان الذي عاين قدمي المصابة أوصاني بعدم النزول من الفراش لمدة 10 أيام على الاقل وكنت أنوي الانصياع لتعليماته ريثما أخترع قصة أستطيع بواسطتها الحصول على ما تيسر من تعويضات من شركة التأمين او التأمين الوطني, لكن القدر شاء أن يكون التلفاز بجانب سريري وشاء أن نكون على أبواب الانتخابات وشاء ان أسمع بأذني وأري بأم عيني وعمة حاجبي كمية العنصرية والفاشية التي تنفثها الاحزاب الصهيونية عينك عينك ضد فلسطينيي الداخل, ناهيك طبعا عن الاستثمار السياسي البربري للجرائم في غزة. لا اقصد فقط ليبرمان (أنظر المفارقة: liberman = liberal man) وأنما الاحزاب الاخرى التي يعتبر قسم منها مركز-يسار صهيوني.
أزاء هذا الكم الهائل من العنصرية أضطررت أن أقف, ولو على رجل واحدة.
ما شد انتباهي هو مدى تفاعل الجمهور الاسرائيلي مع الشعار (70% يؤيدونه) الذي طرحه ليبرمان "دون ولاء لن تكون مواطنة" وهي صيغة أخرى أعنف وأذكى لمقولة "لا حقوق بدون واجبات" والتحدي الذي يطرحه هذا الشعار على البرنامج الحزبي الذي ينادي بالمساواة داخل الدولة اليهودية عبر التحالف مع قوى سلام يسارية يهودية هي بالاساس صهيونية (ذلك ان القوي اليهودية غير الصهيونية في اسرائيل هامشية جدا). عن أي مساواة نتحدث هنا بينما يوجد قبالتك مجتمع يعتبر مجرد تعاطفك مع أبناء شعبك في غزة خيانة يعاقب عليها القانون, بينما يستمر في مصادرة أرضك والتمييز ضدك ومحاربة تحويلك الى مجرد طوائف تابعة, وقتلك اذا ما قررت يوما أن تخرج الى الشارع وتتظاهر ومن ثم يغلق ملفات التحقيق ضد قاتليك بحجة عدم وجود أدلة.
عن أي مساواة ومن أي منطلق؟ المواطنة؟ هي في صيغتها الحالية مجرد حقوق فردية منقوصة تضيق وتضيق والان ترهن بالولاء لدولة أنت في عرفها مواطن من الدرجة العاشرة.
ربما مساواة يحققها القضاء الاسرائيلي؟ سيقول لك أي قانوني مبتدئ ان المحاكم الاسرائيلية وعلى رأسها "محكمة العدل العليا" وفرت تاريخيا وما زالت توفر الغطاء القانوني للسياسات الصهيونية.
اليات الرقابة الاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني؟ ضحكتني.
لا تمكن مساواة لعربي في دولة اليهود. نقطة.
لا يمكن لدولة اليهود ان تعترف بأقلية قومية فلسطينية شرعية داخلها وتتعامل مع حقوقها الجماعية.
مشروع "المساواة في دولة اليهود" أفلس فكريا وسياسيا وهو ما زال يحظى بدعم بسبب تبنيه لخطاب التيار القومي ولو صوريا وبسبب تحالفه التاريخي مع شرائح في مجتمعنا يصعب عليها تغيير انتمائها.
هذا المشروع يدخل في مأزق كبير ازاء مقولة ليبرمان لانه حتى لو افترضنا ان الطرف الاخر سيقبل بمقولة " ليس هناك علاقة بين الحقوق والواجبات", سيصعب عليه ان يفسر لماذا من حقنا ان نتواصل مع بقية شعبنا الفلسطيني أو العربي لانه - أي المشروع والحزب الذي يمثله - ليس فقط يفتقر وانما يعارض الفكر القومي ويرى فيه غريما...لذا هو يعارض حتى اليوم فكرة إقامة برلمان عربي منتخب في مناطق ال 48 بحجة انه سيؤدي الى مزيد من الانزواء والقطيعة...
هذا المشروع يمكن ان تتعايش معه المؤسسة الصهيونية بسلام مما يفسر عدم المطالبة وعدم محاولة القيام بشطبه...
من هنا وعلى رجل واحدة استنتجت انني لن أعطي صوتي لمثل هيك مشروع...
بغوغ شو عم بحكي؟ ولا أرسملكو أياها؟
بغوغ عن مين عم بحكي؟
بغوغ؟
واو شو فتحين...
هناك 3 تعليقات:
هي مشكلتنا بالخطاب الصوري المزيف اللي بيحاول بس يرضي الناس ويغطي عن العيوب والتناقضات في خطاب الواويين مع المصلحة الوطنية الفلسطينية، يعني اليوم بركة عالشمس وصلت معه يقول "احنا اليسار امتدادا لحركات اليسار الفلسطينية، الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية" ..أوف أوف
ولا كأنه مبارح كان يشد على ايادي ابو مازن.
المشكلة لوين مستهبلين الناس..
يعني اي واحد عاقل يدخل الموقع باللغتين بصير يضحك من المهزلة، ومحاولات التمويه.
لأ وبيقلولوك ..نحنا خطابنا مسؤول مش زي المتطرفين! العنصريين..صحيح هو مسؤول
مسؤول عن عدم انتخاب لجنة المتابعة واعادة صياغتها
مسؤول عن التشرذم وزيادته ان كان طائفي او حزبي
مسؤول عن انتاج نفسيات تعتبر الموقف المبدئي الواضح تطرف
مسؤول عن تاخير وعي شبابنا والانزال من السقف رغم انه لن ينجحوا وازمتهم واضحة
كن بخير انت وساقك او قدمك وصوتك:)
حلوة هاي الواويين
انشالله بكرا واوا بح بالانتخابات
مع إنو مش شكلو
سلامتك :)
إرسال تعليق