الخميس، 21 أبريل 2011

على بال مين يلي بترقص بالعتمة


يا سيدي بقلك نحنا الفلسطينية اكتشفنا مؤخرا وبعد أكثر من 40 سنة انو الحل لمشكلة الإحتلال كان طول الوقت بين متناول ايدينا. كانت ضايعة ولقيناها...ووين لقيناها؟!!؟ مش بالصدفة تدركمنا فيها ونحنا في المسيرات العارمة الي الضفة وغزة بتعج فيها... ولا الي كشفها الحراك الشعبي المهول الي قلب كل المعادلات على الأرض.... وحتى الإنجاز التاريخي المتمثل في انهاء الإنقسام مش هو الي خلانا نلاقي الحل الي رح يغير كل موازين القوى ويخرج شعبنا من صحراء التيه الى صدارة الشعوب الفاعلة في التاريخ.

مش نحنا اللي لاقينا الحل....الحل هو الي لاقانا. زي التفاحة الي وقعت عا راس نيوتن بالظبط. الله بعلم شو كان مصير الإنسانية لولا هالتفاحة. بس برضو هاذا ما بقلل من إنجاز نيوتن لأنك لازم تكون في المكان الصح وفي الوقت الصح. وانا هلأ متخيل كل اميركان رام الله عم بقولو مع بعض (timing is everything…man). يعني تخيل انت انو نيوتن كان قاعد تحت شجرة جوز هند مثلا وقال وقعت عا راسو حبة جوز هند وقتلتو. ما كان بتسمع عن نيوتن, أو بتسمع عنو ك"العالم الذي مات اغرب موتة في التاريخ". او تخيل انو باللحظة الي رفعت المي جسم أرخميدس في البانيو كان عقل الزلمة مشغول باشي تاني... مش بعيدة.. مثلا كان يمارس العادة سرية بهديك اللحظة تحديدا وتروح المي ترفعلو جسمو...كان رح يحس بالإشي او يعطيه اي أهتمام فكرك؟ ما ظنيت.



خلاصتو: كيف ما لاقينا أو لاقانا الحل لازم نعطي رصيد كامل لقيادتنا الحكيمة والي بعد سنون (جمع سنوات) من الأداء الفاشل تفوقت على نفسها أخيرا ومسكت بأيد شعبها وقالتلو : "دادي حطة بطة" حتى الإستقلال الكامل والدولة الغير منقوصة.


والحل هو.......(تسارع دق الطبول)....هو: الإعلان عن دولة فلسطينية من جانب واحد.


هلأ رجاء ما حدا يتفذلكلي ويقولي ما أصلا كان في إعلان استقلال فلسطين في اواخر الثمانينيات. رجاء... مش ناقصنا نحنا سوداوية... وقتها الفلسطينيين اعلنو عن الإستقلال كفكرة....يعني كطموح... مثاليات. اليوم نحنا عنا دولة مش ناقصها إلا الإعلان عنها.... يعني الدولة موجودة قدامنا كاملة متكاملة.... وكانت متخبية او نحنا مخبينها تحت ستار وعم منغذيها شوي شوي... كنا منفاوض بايدنا اليمين ومنغذي الدولة الطفلة الوليدة بايدنا الشمال.... وبتكبر هاي الطفلة على ايدين ابو مازن وأبو فادي وأبو مش عارف مين واسرائيل نايمة على ودنها وكمان الشعب الفلسطيني نايم على ودنو ونازل يغلط على هاي القيادة الحكيمة وبتهمها قال ايش....قال انو عم تعمل اجهزة أمنية علشان تقمع المقاومة.... شوف الجحود....قال انو بايعة القضية مقابل مال وجاه ومتورطة عشرين سنة بمفاوضات عبثية.... مهو هادا الفرق بين القيادة والعوام....بين الناس الي بتتحمل مسئولية تاريخية وبين الهردبشت.... بين "اعطنا خبزنا كفاف يومنا" وبين الي بحسبو تحركاتهم للمدى البعيد كلاعبي شطرنج محترفين.

صبرت هاي القيادة على الإهانات والشكوك والذل وظلت تبني وترعى الدولة الوليدة,
صبرت على كل شبر أرض صادرته اسرائيل .... مهو مش الكم الي بفرق ولا تقاس الدول بمساحتها
صبرت على بناء الجدار العازل وتقطيع أوصال الضفة الغربية ..... مهو بالاخر بدك حدود ملموسة بين كل دولة ودولة
وصبرت على تكريس سياسات التهويد والتطهير العرقي في القدس .... مهي العيزرية وأبو ديس برضو قدس وبايدينا
وصبرت على توسيع الإستيطان وتضاعف اعداد المستوطنين من وقت اوسلو .... مهي بالاخر رح تكون ضمن نفوذ الدولة الفلسطينية
والقائمة طويلة

تحت اي منظار تاني ممكن تبين هاي الممارسات كتخاذل بل وأكثر من هيك.... بس اليوم لما تبين انو كل ما ذكر كان هدفه الوحيد نكسب وقت علشان نكمل مسيرة البناء الي قريبا جدا رح تكتمل, ولما نشوف الكم الهائل من الإنجازات والإستحقاقات الي حققناها, لما نشوف انو:

الدولة مشغلة فوق ال 150000 موظف حكومي معاشاتهم ومعيشة عائلاتهم منوطة بالولاء السياسي لهؤلاء او لأولئك
الدولة عندها قوات حفظ نظام بيدربوها جنرالات امريكان وهدفها حماية الشعب من نفسه
الدولة بتحتاج لموافقة اسرائيل علشان تغير عنوان في هوية
الدولة خفضت نسبة البطالة الى 24% "فقط", 18% في الضفة الغربية (18% بالتقريب منهم يعمل في المستوطنات وداخل اسرائيل) وما يقارب 37% في قطاع غزة
الدولة مش قادرة تنفذ قرار بمنع عمل الفلسطينيين في المستوطنات بسبب عدم امكانية توفير اماكن عمل بديلة
عجز الدولة منذ بداية 2011 يقدر ب 500 مليون $ والسلطة تمر في ضائقة مالية شديدة
دولة فيها المواطن مديون من أعلى رأسه الى أخمص قدميه... بيته بالدين.... سيارته بالدين ... العفش بالدين .... بشتري غراضو بالدين ... بعلم ولادو بالدين .... والبنوك فاتحو بواب القروض على مصراعيها وبفوائد عالية ... أي تأخر في الدفع بسبب طرد من العمل او سجنة او اي سبب كان معناتو دمار شامل ولعيلتو...
خلاصته: الدولة متعلقة تماما بالتمويل الأجنبي ولن تصمد يوما واحدا في حال تسكير "الحنفية".

لما نشوف هاي الإنجازات منفهم قديش الفلسطينيين قريبين من الدولة.... وقديش الإعلان الأحادي الجانب رح يحط اسرائيل وحلفائها قدام الأمر الواقع. غمضو عيونكم وتخيلو معي قديش رح يكون موقف اسرائيل بايخ بعد هذا الإعلان:

لما يوقفني جندي ما بين رام الله ونابلس ويطلب هوية رح أبعبصلو واقولو "لا حبيبي ...سوري كثير... هذا كان مبارح لما كنا تحت إحتلال ... اما اليوم فأنا واقف على أرض دولتي".... ورح اعيد نفس الحكي وانا أتدعوس ضرب وكفوف .... ومش رح اتراجع عنو بتاتا لما يشحطوني لمركز تحقيق ورح أعيد عليه بحذافيرو لما يجروني على محكمة عسكرية واكل حكم شهر حبس.


ولما اجي اطلع بريت البلاد مش رح أقبل بأي شكل انو خلقة اسرائيلي يفتشني أو حتى يتطلع على باسبورتي لأنو انا طالع من دولتي لدولة ثانية ومش محتاج جمايل اسرائيل ولا معابرها ولا مطاراتها.



وإذا أي طيارة اسرائيلية بتتجرأ انها تطير في سماء دولتي رح اقدم شكوى رسمية للامم المتحدة وأطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات دولية على اسرائيل بسبب خرق المجال الجوي لدولة سيادية واهدد باستخدام القوة من منطلق الدفاع عن النفس ضد العدوان ورح "احتفظ بحق الرد في الوقت المناسب".


والاهم من هيك انو ما رح أقبل اي حدا يسمي أرضي أرض محتلة ويعملي NGO ويسمي حالو مؤسسة حقوق انسان ورح أرفض اي تواجد لمبعوث أممي يوثق انتهاكات حقوق إنسان, لأنو أصلا هادا شأن داخلي بخصش حد.

هيك منكون حطينا اسرائيل في خانة اليك. هيك منكون قرعنا الخزان أخيرا ومش بس قرعناه, فصلنا منه دولة على قياسنا.

هيك منكون حققنا الحلم اخيرا. وانا عن نفسي رح اكون مواطن فخور وبالمناسبات الوطنية رح اوقف وأغني كلمات النشيد الوطني بكل جوارحي:


"على بال مين يلي بترقص بالعتمة"

__________________________________________


سؤال:

وشو مع غزة؟
شكلو هدولاك لسه أشطر.... تجاوزو الدولة والمجتمع الدولي الى إمارة اسلامية .... اوتوستراد عدل.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

كانت التعليقات صفر

صارت التعليقات واحد لكن بنفس قيمة الصفر

شو بحب أكون

صفرون

صفرون مصفرّ ومصفّر

زي سنون

أفيون القضية
ليمون

حضن كلب حنون
مديون

زفتونٌ

أيمــــــن يقول...

قولتك اذا بكره اعلنوا الدولة شو مصير المفاوضات؟!
.
.
ارحمونا احنا حياتنا مفاوضات... منشان المفاوضات بلاها الدوله..

زفت يقول...

جازمان

انت راجل حنون :)

زفت يقول...

ايمن

جماعتنا ماشيين حسب المبدأ " المهم هو الطريق الى الهدف وليس الهدف نفسه"....

shadia يقول...

طيب ابسط بما انه في دولة بهالمواصفات انه بكل هالعالم لقيت هيك دولة

وبعدين المسؤولين الرئيس الوزراء القيادات ما اجا الوقت حتى يرتاحوا !
اي يا زلمة الهم عمر طالعين نازلين ع وين ع الموفاوضانت من وين من المفاوضات هليهم يفرحوا بدوله بس مش راح اصدق اذا حكتلي عن الدولة اللي ع ارضي
بالمناسبة ما كنت بعرف انه عنا بغزة في دولة
منيح صار في عنا دولة !!!