السبت، 28 نوفمبر 2009

رجل يزحف فيه الشتاء



انا رجل أسكن هناك ...ليس بعيدا
في حي قريب
لا أعرف كيف أصف لكم شكلي
إذ ليس لي معالم خاصة يمكن أن تعرفوني حسبها
كما انني حين أمر في أي شارع
(حتى الذي فيه ولدت)
أحس كالغريب
لم أحضر يوما جنازة أو مناسبة
ولم أصوت لأي حزب في حياتي
لأني أختار الاقامة الجبرية في غرفة نومي
بالذات
كلما حل موعد انتخابات


أتجنب المرور بقرب أكثر من شخصين
أكون أنا أحدهما على الاقل
لا أعرف شكل الشارع الرئيسي
ولا مبنى البلدية
أنا حليف الطرق الفرعية والترابية
والازقة الاخذة في الضيق
وصديق إشارات المرور التي اهترأت على قارعة الطريق


مرتاح انا في مربعي الصغير
لا أقل ولا أكثر
ليس لدي أحلام كبيرة
وإن تسرب أي منها الى نومي
أقوم من فراشي مذعورا وأفرك وجهي جيدا
ثم انظر الى المراة لاطمئن
أن ملامح وجهي لم تتغير
وأن انفي ما زال مكانه
وعيناي لا تبحثان عن معنى مفتعل
أو أمل محتمل
فانا اكره المفاجئات خاصة أثناء النوم


أعلنها:
أنا متنازل للعصافير عن حصتي في السنابل
ومتنازل للمؤمنين والواعظين
عن أي غنيمة قسمت لي من برج بابل
ولأسياد الحروب أهدي حصتي في رمي القنابل
وسطر صفحات التاريخ على جباه المهزومين
وفي الأوسمة
أنا اتبرع بكل ود
لأي دون جوان عصري
بحصتي في النساء
أنا رجل يزحف فيه الشتاء
ولا أقاوم
ولا أقاتل

الخميس، 19 نوفمبر 2009

هيك وهيك



س: مالك هيك؟

ج: شو يعني "هيك"؟

س: شو بعرفني...مش على بعضك.

ج: كيف بكون على بعضي يعني؟ بتكون طيزي عا كتفي اليمين مثلا؟ ولا بنكرياسي ملزق بمناخيري؟

س: طب خلص خلص....شكلك معصب

ج: لا تعال لهون وين رايح...فيش مرة بتشوفني الا بتسألني هالسؤال. عقدتني يا أخي...صارت عندي عقدة من وراك انا. صرت اوقف عالمراي الصبح وأطلع عا حالي عشان أشوف "يمكن انا هيك اليوم..." بس من ناحية ثانية "يمكن مش هيك" وخود حِلها عاد....

س: ما كان قصدي ولا مرة أضايقك.....

ج: هلأ انا مالي بقصدك...بدي أعرف فورا كيف بكون بالظبط لما تسألني "مالك هيك"...وبالظبط هه...عشان أتجنب هالوضعية بالمستقبل بس...مش أكثر...علشان انتبه عا حالي اذا كنت "هيك" وانا واقف مع ناس ودغري أصير مش هيك...علشان في يوم من الايام تشوفني وتقولي بابتسامة "انت اليوم مبين مش هيك"...علشان أحس اني تطورت من مرحلة "الهيك" لمرحلة تانية...مرحلة ال تييت مثلا... ممكن انت بتفكر انو هادا طموح سخيف....بس هاد طموحي في الحياة حاليا...فيا ريت توصفلي بالتفصيل الممل...تفضل

س: ليش هيك ماخدها بحساسية؟

ج: مش ماخذها بحساسية يا حبيبي...مجرد اصرار على انو أعرف...مش قادر كمان مرة أسمعها منك وأبدا أفكر "كيف بدي أجاوبو هادا اخو التييييت والتييت عا هالصبح"...مش قادر بعد افكر كل مرة بعد ما تسأل سؤالك وتنقلع "مالي يا الله شو غلط فيي..." ...بكون طالع متفائل من البيت ونشيط بتروح بتكبسني هالسؤال بتبعصلي نهاري...بدي أعرف شو بدك من ربي أنا....بدي أجاوبك جواب منطقي وعلمي على أساس فحص أمبيري...مش بتسأل سؤال حضرتك والسؤال مسئولية...تفضل تحمل المسئولية...

س: طب لازم اروح بقدرش أكمل بالحكي هيك

ج. بدي أعرف هلأ عم بقولك...تعال لهون....وين رايح...ولا يلعن أبوك تعال لهون...وقف عم بقولك...يا ابن الهيك والهيك....هيك وهيك لإمك....هيك وهيك للي خلقك....هيك وهيك للي عملك.....هيك وهيك للي..

----------------------


س: ليش هيك نصحان؟

ج: لما تقول "هيك" نصحان....أكيد بتقصد نصاحة من نوع معين

س: مش فاهم

ج: يعني لو اني مجرد نصحان كان بتسألني "ليش نصحان؟" وطبعا بكون هادا سؤال غبي لانو معروف انو الواحد بنصح لأنو يدخل على جسمه سعرات حرارية اكثر مما بيحرق...فاكيد انك عم تقصد اني بنصح في طريقة او نمط معين...وألا بتكون تسألني سؤال عارف جوابه وبتكون إما غبي وأما عم تسألني علشان تقاهر فيي وتحسسني بالنقص وساعتها بدي تيييت تييييت تييييييت خلقتك

س: مش بالضرورة هيك قصدي

ج: وإنما؟

س: مجرد سؤال....

ج: شو؟!!!! مجرد سؤال؟ مثلا اذا سألتك "ليش انت تييييت ابن تيييت؟" بكون مجرد سؤال؟

س: أكيد
ج: طب ليش انت تيييت ابن تيييت, ووجودك وعدمو واحد, وبس قاعد تستهلك اوكسجين بهالدنيا؟
س: هيك

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

مين قبل مين؟



في أعقاب توجه السلطة الفلسطينية بطلب الى مجلس الأمن بالاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية, يدور نقاش حاد بين المستشارين القانونيين لهيئات لأمم المتحدة والدول الاعضاء في مجلس الأمن حول السؤال القاوني الذي سيحسم الصراع مرة واحدة وإلى الأبد:


من جاء قبل الأخر:


البيضة أم الدجاجة؟


وقياسا على ذلك:


إعلان الاستقلال أم الدولة؟


الرئيس أم الشعب؟


عصا المخابرات أم مؤخرة المشتبه؟


هل هناك تين في أمريكا اللا-تين- ية؟ واذا كانت الاجابة سلبا, كيف نفسر ظاهرة الارجن-تين؟


شو كان إسم أبو بريص وإم بريص قبل ما يخلفوا بريص؟



وقد أفادت مصادر مطلعة ان الجانب الفلسطيني كان قد قدم رأيه القانوني المفصل حول الأسئلة القانونية أعلاه وأعرب كبير المفاوضين صائب عريقات عن ثقته التامة بقدرة هذا الأجتهاد القانوني الذي توصل اليه خيرة الخبراء الفلسطينيين على اقناع المجتمع الدولي حول ضرورة قبول الطلب الفلسطيني, حيث صرح للمراسلين العرب والأجانب:





" لا شك ان البيضة أتت قبل الدجاجة والدليل قاطع إذ يحمل كل ذكر على هذه الارض بيضتين عند ولادته, لا تتحولان الى دجاجتين بالطبع, وعملا بالاصل القانوني القائل "الثابت أصل المتحول" تكون الاجابة الوحيدة الممكنة هي "البيضة أتت قبل الدجاجة"....




وإذا كانت تلك الحال بالنسبة للبيضة والدجاجة فما بالك إعلان الاستقلال والدولة...فكما تعلمون الفلسطينيون يحتفلون بإعلان الاستقلال منذ سنوات عديدة بينما لم تكن لدينا دولة حتى اليوم...إذا الثابت هو الاعلان والمتحول هو الدولة وتطبيق الاصل القانوني يؤدي الى النتيجة مفادها أن الاعلان يأتي بالضرورة قبل الدولة...




قس على ذلك مسألة الرئيس والشعب....الشعب متحول فتارة يصوت لهذا الحزب وطورا لذاك يبنما الرئيس يظل ثابتا في مواقفه وهو الأصل....



أما أبو بريص وإم بريص فالكل يعلم أنها أسامي حركية لقادة في حركة فتح ونحن لا نكشف عن هذه المعطيات...



وقد أكلنا التين في غير الارجنتين مما يثبت أن امريكا اللاتينية هي تينية بلا شك...وليس لنا أي علم بخصوص العصا والمؤخرة"...




الى هنا أقوال د. صائب عريقات

السبت، 14 نوفمبر 2009

بأي حال عدت يا عيد؟


غدا عيد الاستقلال الفلسطيني

غدا ههههههه

عيد ههههههههههههههه هاهههههه

الاستقلال ههههههه قح قح قح ههههههههههههههههههه اه يا بطني هاااااااااااااه ههه

الفلسطيني هااااااااههه ووووووووه هاااااااااااااااهه


يخرب شركم


ضحكتوني


* * * *
إعلان وزارتا السياحة والداخلية الفلسطينيتين:

التجمع وركوب الحافلات للمحتفلين في المواقع التالية:

محافظة رام الله: حاجز قلنديا الساعة 14:00, حاجز صرده الساعة 14:15, حاجز عطاره الساعة: 14:30
محافظة نابلس: حاجز حوارة الساعة 15:00, حاجز تفاحة الساعة 15:10, حاجز بيت ايبا الساعة 15:30, حاجز بيت فوريك: الساعة 15:45
محافظة الخليل: حاجز ............. الساعة ....
محافظة طولكرم: الحجاب الحاجز الساعة ............حاجز بين البطينين .....
محافظة قلقيلية: لا شكر على حاجز الساعة ............
محافظة سلفيت: حاجز الصمت الساعة ..............

كما وسيسمح للمواطنين القاطنين على محاذاة جدار الفصل تسلق الجدار والجلوس على قمته وتشجيع ركاب الحافلات في طريقهم الى الحدث الرئيسي في مدينة أريحا بشرط عدم محاولة كتابة شعارات او رسم غرافيتي على الجدار.

التجمع في دوار البلد أريحا الساعة 18:00 حيث تبدأ الاحتفالات بحضور فخامة الرئيس أبو مازن.


برنامج الحفل:


18:00 كلمة محافظ أريحا وعنوانها " لا تترك الحصان وحيدا يا أبا مازن"


18:30 فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية في أغنية:

"خليك هنا خليك...بلاش تفارق"...مهداة الى الرئيس أبو مازن


19:00 كلمة الحصان وعنوانها "لا تتركني وحيدا مرة أخرى يا محمود"


19:30 مسرحية "تصبحون على وطن"


21:00 ختام الحفل - هدم رمزي لجدار الفصل العنصري حيث سيقوم بعض المواطنين بهدم جدار من الطوب أنشيء خصيصا بجانب الدوار لهذا الغرض


تنويه: على جميع الاخوة ذوي المناصب التأكد من سريان تصاريحهم وتقديم طلبات تمديد في موعد مسبق منعا للأحراج.

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

العب غيرها يا عباس




تعقيبا على تصريح ابو مازن عدم نيته الترشح لانتخابات الرئاسة

ومن منطلق معرفة تاريخ هذا الرجل وزمرته...

وحيث انه قد أصدر مرسوما بالانتخابات قبل أسبوعين فقط ولا أحد يظن فعلا ان ضميره صحا وان نهجه تغير خلال هذه الفترة....

تعلن هذه المدونة عن حملة: "العب غيرها يا عباس"

ولكي نضيف بعض "الاكشن", صاحب المدونة يعلن انه مستعد ان يراهن من يشاء من المقتنعين بأن عباس لن يترشح, وذلك وفقا للشروط التالية:

اذا تراجع أبو مازن عن قراره بفعل "الضغط الشعبي" و "المسئولية التاريخية" الخ الخ...وتبين انها تمثيلية اخرى من نوع "أمسكوني يا ناس"... يكون صاحب المدونة قد ربح الرهان ويكتفي بأن يصرح الطرف الاخر: "معك حق يا زفت"

بينما

اذا لم يترشح أبو مازن بالفعل للانتخابات يكون صاحب هذه المدونة قد خسر الرهان وبناء عليه سيكون مستعدا – بكل صدق – أن يدور في رام الله بالحوتيني ....

نعم أعلنها وأتعهد بتنفيذها...سأدور في رام الله عاريا ملط ما عدا كلسون حوتيني أصفر فاقع اللون إن فعلها محمود عباس...

وانا مطمئن جدا اني لن أخسر هذا الرهان...

فمين قال أنا؟



الأحد، 1 نوفمبر 2009

مغامرات زفت في بلاد الحواجز (1)

<



- لازم نتغدى أول...ولا يمكن

قالها واهتز شارباه من الانفعال...

سكت زملائي في المؤسسة ونظرت انا اليهم مستغربا...بل مذهولا

كان الزملاء قد أنتدبوني ممثلا عنهم لأذهب الى حاجز "تبواح" (أي التفاحة) وأستفسر عن مصير بطاقات الهوية التي صودرت منا قبل ساعتين, مؤكدين أنه في حال اعتقالي, سيأتون مباشرة الى الحاجز امناصرتي مع بعض الزملاء المحامين. لا ادري ما هي المؤهلات التي جعلتني أبدو الأنسب لهذه المهمة, ولا أخفي اني كنت قلقا جدا ذلك ان الله أوصى ادم بشكل واضح ان لا يقترب من التفاحة مهما كان.

عندما وصلت الى الحاجز قابلني جندي اسائيلي "عريض المنكعين, شلولخ", فبادرته السلام قائلا "اين المسئول عنك؟" فردت فوهة مدفعه التي وجهها نحوي موضحة انه الفيصل والحكم في أي مسألة اود طرحها. فقلت بإنجليزية يحسدني عليها اللورد بايرون: " أريد أن أعرف ماذا حصل لهوياتنا وقد صادرتموها منذ حين؟"


فرد: TAKE A NUMBER وأشار بإصبعه الى صف طويل من ابناء/بنات شعبي يقفون على هامش الشارع ينتظرون التحقيق لإرجاع هوياتهم, فراعني الاستخفاف البائن من كلماته, وهممت بالاحتجاج لكنه أكمل دون أن يكترث لتعابير وجهي: " أما اذا كنت من هؤلاء الذين هربوا من سيارات الجيش قبل ساعتين واستطعنا القبض عليهم بعد مطاردة طويلة....فأذهب بسرعة وأحضرهم كي يتم التحقيق معهم - وابلغهم ان مروحية عسكرية كادت أن تتدخل للقيض عليهم, فليحضروا بسرعة كي نحقق معهم."

عدت الى بيت أبو حسن القريب من الحاجز ونقلت الخبر مشددا على مدى لهفة شرطة الاحتلال على استقبالنا, لأجد أبو حسن مصرا على استضافتنا للغذاء, كما يبدو خوفا أن يحققوا معنا "على معدة فاضية".

نظرت الى الاخرين متوقعا دعمهم الفوري لما اقول فلا وقت للغذاء لان "الجماعة" ينتظروننا وليس من المستبعد ان نبات كلنا الليلة "في بيت خالتنا" كما يسمي اهلنا التخشيبة تحببا...

- نتغدى ايش هاي يا أبو حسن...بقولك بدهم يانا نروح هلأ عالحاجز عشان يحققوا معنا الشرطة الاسرائيلية ونشوف شو بدنا نعمل...

- معلهش...بتتغدوا اول وبعدين بتروحو.. الغداء جاهز...ام حسن...يا ام حسن

ادار ظهره لي وحسم النقاش وذهب باتجاه ام حسن التي كانت تنقل الطعام من المطبخ الى المائدة...

"دينك عا دين الغدا" قلت في نفسي ونظرت الى زملائي نظرة محتجة...فاجابوني بنظرات غير مبالية واتجهوا ما عدا عبد الله الى طاولة الطعام...

- فكرك رح يحبسونا؟ سألني بصوت منخفض
- شو بعرفني...بس اكيد احسن ما نتاخر احسن ليفكرونا هربنا

سكت عبدالله واتتجه بدورة الى مائدة الطعام...ولحقته انا

بعد الغذاء احضرت ام حسن الشاي بالنعناع...

قلت بعد رشفة واحدة:
- يلا يا جماعة لازم نقوم

هز عبدالله رأسه موافقا لكن...

- في وقت في وقت...خلونا نشرب هالشاي...لذيد والله...أكياس ولا فلت يا ام حسن؟

حسام...مدير المؤسسة وسجين سابق وطبعا لا يخاف من الاعتقال والحبس...ويبدو انه غير مستعجل ان يعود للبيث...

- لا شو اكياس هاي؟ هادا نحنا منشفه ورا البيت ...بدت ام حسن سعيدة لاهتمام حسام بالشاي واكتملت سعادتها عندما طلب ان يرى الشاي المنشف بأم عينه...

"دينك عا دين الشاي بأكياس او المنشف" قلت في نفسي

طبعا وفي العرف الفلسطيني عندما يندفع البطل ليكحل عينيه برؤية اوراق الشاي المجففة, لا تستطيع انت, بما انك لست فلاحا وانما ابن المدينة, ولست سجينا سابقا, وبما ان البطل مديرك , يعني باختصار انت ضيف على المشهد يعني "اجنبي", وقواعد اللياقة تفرض عليك ان تكون خفيف الظل- لذا فانت لا تستطيع ان تعترض لاسباب براغماتية فتخرب على البطل وجميع المشاركين في المشهد هذه اللحظة التاريخية فكم بالحري عندما يكون وراء البيت وعلي بعد مرمى النظر مستوطنة....


بطل
ومشاهدون / مشاركون
واوراق شاي تجففها الشمس وراء البيت ولها نكهة خاصة
ومستوطنة/قلعة تسد الافق ويقطنها الاشرار
يعني كملت
كل شيء جاهز لكي يصنع الفلسطيني ملحمة محلية من العيار المتوسط

وقف حسام متأملا المستوطنة كمن ينتظر الوحي ثم امتص سيجارته وقال دون ان يحيد بنظره عن المستوطنة:
تعرف يا ابو حسن...ما دام لسا منجفف شاي ورا البيث في خلقتهم...معناتو لسه في امل

- في امل...قال ابو حسن

رددها عبدالله وجمال وفايز بينما صدرت عني حشرجة غير مفهومة...

ودمعت عينا ام حسن

"مش رح يقدروا يكسرونا"..اكملها عبد لله والتقت عيناه بعيني حسام الذي نظر اليه باسما

لم اعد احتمل المشهد ورومانسيته....خاصة وانه لا يتجانس أبدا مع المشهد الذي كان قبله عندما خلع الأبطال ملابسهم وانبطحوا, وذاك حديث اخر.

"دينكم عدين الامل" قلت في نفسي


* * *

عندما أقتربنا من الحاجز- بعدما أكلنا هنيئا وشربنا الشاي مريئا , لاحظت أن جماعتي تبطئ خطاها كلما اقتربنا وتنتدبني "بوز مدفع" مرة أخرى بالتزكية.

لكن على مين يا بابا.....

وقفت على بعد 20 مترا من الحاجز وقرفصت في بقعتي تلك لا أحرك ساكنا كمن نزل عليه الوحي فجأة فسمعت الغوغاء ورائي لكني لم أهتم فما كان من قومي إلا أن قرفصوا هم أيضا لكن على مضض, وفي تلك اللحظة انتبه جنود الاحتلال لقعدتنا الأحمدية العفوية فخافوا ان تكون بادرة لموجة شعبية على نمط المقاومة الغير عنيفة A LA مهاتما غاندي, فبدأ الضابط المسئول في توزيع الاوامر على أعضاء القوة بعصبية, ومن ثم مشط ثلاثة جنود رشاشاتهم وخرجوا من منطقة الحاجز باتجاهنا مباشرة وعلامات الحنق والتوتر بادية على وجوههم.

بدأت في معاينة السيناريوهات المحتملة عندما احسست بنفس دافيء يهمس بجانب اذني:

- فكرك بحبسونا؟

*************************


قبل ساعتين من الوقائع الملحمية في بيت ابو حسن كنت انا.. نشيط حقوق الإنسان الشخص المسالم الهاديء, .كنت شارعا في مشروع قتل انسان وقح...قابضا على زمار رقبته بينما يحاول من حولي التفريق بيننا وبالأحرى بين يدي ورقبته.

لكن تلك حادثة أخرى, لها زمانها ومكانها في قصتي...